عزيزي رئيس التحرير
في مرحلة الشباب ينشط الخيال، وتتفتح تلك القوة العقلية عنده، وهي باتجاهها الايجابي المادة الأساسية للابداع والابتكار والتطوير. فبالخيال يبدأ الشاب عمله الفني والكتابي، وبالخيال تتفتح القدرة على الابداع والابتكار والاختراع.
وبالخيال يتصور الانسان اوضاعا جديدة، غير الاوضاع التي هو عليها، تمهيدا للتغيير، فالخيال هو الجسر الذي ينقل الانسان من الواقع الراكد الى واقع متصور، يحمل التجديد والابداع.
وفي مرحلة الشباب ولقلة الخبرة والتجربة لدى جيل الشباب وبغياب الارشاد والتوجيه من الابوين، او الاصدقاء والاقارب، يبدأ الانسياق وراء الخيال، وتتحكم احلام اليقظة والوهم في مشاريع الشاب، وطريقة تفكيره فيما يتعلق بالمستقبل من حيث الاهداف المعاشية، والدراسية، والزواج، وطبيعة الزوجة او الزوج، الذي يتصوره وبمستوى الحياة وما يتوقعه من الآخرين ان يحققوه له وما يحتمل وقوعه وحدوثه من احتمالات ايجابية مفرطة التفاؤل، فيخدع نفسه ويفرض على مستقبله تصورات خيالية بعيدة عن الامكانية الواقعية، فيصاب بالاحباط ورد الفعل العنيف، عندما تتحطم اخيلته، واحلام يقظته.
ان مرحلة الشباب مرحلة حرجة ومنعطف حاد، فالحياة قد تصبح بلا معنى عندما يجد الشاب نفسه بلا ضابط، وفكره بلا محتوى، وحياته بلا هدف، وان شبابنا واع في فكره، قوي في عقيدته ولكن لاينقص بعض شبابنا سوى ملء الفراغ بالمفيد وتحديد الهدف، لكي يؤسس حياة هادفة قد تكون منطلقا لآفاق واسعة.
ان هدفنا دوما رضا الله سبحانه وتعالى وهي الغاية الالهية من خلقنا ولا يتأتى ذلك الا بالعمل الصالح والالتزام بالآداب الاسلامية.
علمنا الهدف فهل يكفي ذلك للوصول اليه لا اظن ان هناك اجابة تزاحم قولنا انه لابد من علم ومعرفة دقيقة بواقعنا، لكي نسير على بصيرة من امرنا، فعندما ننظر من حولنا نرى غزوا فكريا خطيرا قد استشرى واستفحل خطره ونحن لاهون عنه غافلون، فهو يسلك طرقا خفية حتى ينفث سمومه، ولاتدري الامة الا وقد ضاعت شخصيتها، وزالت معاني اصالتها وقوتها، سرى ذلك الغزو في جسد الامة وترك بصماته على كل جزء من هذا الجسد.
اننا مسئولون امام الله عز وجل امام اي فكر هدام من شأنه المساس بهذه الامة ان شبابنا هم امل الامة ومستقبلها الواعد.
ناظم جواد الناصر ـ الاحساء ـ المركز