السمنة مرض مجتمعات الرفاه كما هو معروف وبالاخص في بلدان كالسويد والمانيا وامريكا التي حققت للانسان هناك طفرة في نظم الحياة اليومية وبأقل قدر من الجهد الجسماني الحركي.. فكل وسائل الراحة والتدليع لبني ادم سواء في منزله او في مكان عمله اصبحت تختصر ليس الوقت والجهد وانما تمكن من انجازكم كبير من المهام والادوار في ان وبالتأكيد آن العقلية الغربية التي انجزت وسائط الاتصال والمواصلات والادوات الالكترونية التي اصبحت عصب الانتاج في حياة اليوم كانت مدفوعة لكل ذلك ليس لجعل حياة الانسان قمة في البساطة وانما للسيطرة على موجودات الحياة بما فيهاالانسان لتحقيق اقصى درجات الفاعلية لرأس المال.. وبروز مظاهر كالسمنة مثلا في مجتمعات الغرب نتيجة لحياة اللاحركة ترتب على ظهورها مشاريع استثمارية عرفت بالطب البديل وطب الاعشاب والعلاج بالايحاء وبالريجيم الغذائي وكأنها تقدم لمن فرطت اجسامهم الترياق الناجع لمشاكلهم مع الملايين والمشاركة في انشطة الحياة مثل الاخرين.. في الوقت الذي تكرس فيه وسائل الاعلام صورا نمطية عن البدانة كهامش بابراز مقاييس نجوم الشاشة وكأنها الشكل الامثل والمقبول بل والناجح في الحياة.. ولكن وجود جماعات حقوقية تنافح عن البدناء وتحميهم من الاستغلال سواء من مراكز التطبيق الجديدة بل وتقاضي وسائل الاعلام التي تعمل لخدمة مصالح رأسمالية سواء من خلال الدراما او الاعلانات التجارية او البرامج الترفيهية.. نحن هنا طبعا آخر شيء ممكن نفكر فيه ان تلتفت لحملات التغرير للنساء والمراهقين من البدناء والاحتيال المكشوف من بزنس الرجيم والرشاقة هنا.. خاصة ان الجماعة لديهم دراسات تقول ان 66% من السعوديات يعانين البدانة.. ولعلك لو طلبت من هؤلاء تحديد سقف الرشاقة او حتى البدانة في المجتمع هنا لاسمعك معايير باريسية او ايطالية دون ان يدري ان للمسألة بعدا ثقافيا متفاوتا ومبنيا وكوننا نرهق اصحاب الوزن الزائد ليل نهار بصور مشوهة ومفرة تستغل مافي الجيوب وتؤزم نفسياتهم بمعايير لامكان لها في ثقافتنا المحلية فهذه فيها نظر..
وغدا اكمل