DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جيل العصر الرقمي

جيل العصر الرقمي

جيل العصر الرقمي
جيل العصر الرقمي
أخبار متعلقة
 
صناع المستقبل من العلماء futurists ادركوا أن العالم مقبل لامحالة على عصر رقمي سيفرض تداعياته على المجتمعات دون استثناء ولقد عقدت عدة مؤتمرات حول عائلة المنزل الرقمي وكان اخرها حسب اعتقادي الذي عقد في مدينة دبي عبر المؤتمر الاول للعصر الرقمي والشبكات المنزلية الالكترونية الذكية لمنطقة الشرق الاوسط ان كانت محاكاة العائلة الرقمية اقرب منها الى الخيال من الواقع ولكن تزول هذه الغرابة عندما نعلم أن الخيال العلمي يبدأ من آخر نقطة من العلم الحقيقي. والمؤتمر كان يتحدث عن اسلوب العيش في منزل رقمي تتوافر فيه كافة اساليب التكنلوجيا العصرية اذ لم يعد الانسان بحاجة الى مهارات يدوية تلبي حاجاته في داخل منزله بدءا من دقة باب المنزل الى النوم الهادئ على سرير رقمي وبجانب زوجة رقمية واعني هنا في تفكيرها علما بأن جانب التفكير الرقمي هو الموضوع الرئيسي لهذه المقالة ومن امثلة المنزل الرقمي انك تجد افراد الاسرة منشغلين في تلبية حاجاتهم من خلال التقنيات الحديثة فالاب يزاول عمله من خلال الانترنت والزوجة تعد الطعام وتتهيأ لذلك من خلال الاتصال بالحاسب على الخادمة للاعداد والتجهيز بالصوت والصورة عبر الحاسب المحمول، والاب بامكانه ان يعمل على تشغيل مكيف المكتب من خلال هاتفه المحمول والابناء يزاولون هواياتهم من خلال الالعاب الحاسوبية المتعددة وغيرها الكثير من عجائب التقنية والتي لا انوي ان اعددها في هذه المقالة بقدر ما ذكرت أني سأخصص موضوع هذه المقالة عن ظاهرة التفكير الرقمي والناتجة عن اسلوب الحياة الرقمية. ما اتحدث عنه ليس ضربا من الخيال لكنه واقع نعيشه في ايامنا هذه ولقد تسببت هذه النقلة الرقمية في انتكاسات قوية على بعض المجتمعات والتي لم تستطع ان تتعايش مع هذه التطورات وتعامل افرادها معها على انها الات ومعدات تقنية تلبي حاجتهم من خلال توظيفها والمتفائل جدا هو من يقرأ الادلة المصاحبة لهذه التقنيات. احسب ان المسألة ليست مجرد توظيف معرفة لاستخدام تطبيقات تقنية لتلبية احتياجات الاسرة الرقمية بل ان المسألة تتجاوزه الى الآثار المترتبة على انماط التفكير لدى افراد المجتمعات الساكنة والمستهلكة لهذه التقنيات اذا استخدام هذه التقنيات وفق المشاهدات له آثار كبيرة على هذه الانماط بل وقد ساعدت على تشويه بعض المفاهيم السائدة. ولا يفهم بأنني اقصد هنا التوظيف السلبي لهذه التقنيات ابدا فليس ذلك ماقصدته ان ماقصدته هو اثار هذه الهجمة الرقمية على فكر افراد المجتمعات الساكنة والمستهلكة انقسمت لاخلص الى أن افرادها انقسموا الى ثلاث فئات. الاولى وهي التي احسنت التعامل مع هذا العصر الرقمي وتفاعلت معه واستغلته ايما استغلال الى ان اصبح الفرد في هذه الفئة جزءا من هذه التقنيات وليس العكس وبالرغم من ايجابيات هذه الفئة وحسن تعاملها مع افرازات العصر الرقمي الا ان تداعياتها تركت نمطا فكريا اصبح في معظم حالاته شاذا عن المجتمع الساكن ولكن ليس غريبا في المجتمعات المتحركة والمنتجة لهذه التقنيات.. فنتيجة لذلك انسلخت هذه الفئة عن مجتمعاتها بل واعتدت بنفسها الى ان وصلت الى درجة التعالي على بقية افراد المجتمع واتهامهم بالجهل لعدم معرفتهم بجزئيات العصر الرقمي ومن هنا ظهرت فجوة عميقة تركت ما يطلق عليه الصراع الرقمي بين هذه الفئة وأميي الحاسوب. الثانية وهي الفئة التي اصيبت بفوبيا العصر الرقمي واصابها الهلع من هذا التزاحم الرقمي والاكتشافات السريعة التي اقتحمت خصوصياتهم فابتعدوا عنها ولم يقربوها بل اصبحوا محايدين لايقاطعونها ولكن لايهاجمونها بل واحيانا يعملون على تشجيع استخداماتها لانهم يدركون فوائدها بل ويستخدمونها من خلال الغير ويلبون حاجاتهم من خلالها ولكن ليست لديهم الشجاعة في التفاعل معها. واعتقد ان هذه الفئة مشجعة للفئة الاولى وتساعد على تضييق الهوة بين افراد العصر الرقمي والفئة الثالثة التي سنستعرضها في السطور القادمة. الثالثة هي تلك الفئة التي تعارض التفاعل مع العصر الرقمي بل وتستعيذها وتتخيل ان اساليب هذا العصر مدعاة للتخلي عن المبادئ والاصول القيمية وانها من احد اسباب التبعية للدول المنتجة لها ولا تعدو أكثر من كونها هرولة سريعة تجاه العولمة وبالطبع فان هذه الفئة تعمل على توسيع الهوة التي تطرقنا لها وان كان هناك من يحلل هذه الفئة على انها تجهل تداعيات العصر الرقمي ولا تستطيع التعامل معه ولذلك تتشبت بما تملكه من خبرات الماضي وتعزز من تمجيده وتهاجم الحاضر والمستقبل لا لشيء الا لان سلعتهم هي الماضي دون الربط بالحاضر. من خلال ما استعرضناه يتضح أن الفئتين الاولى والثانية في صف واحد على النقيض من الفئة الثالثة ولقد احدث هذا الصراع الرقمي صدمة كبيرة بين الاجيال تسببت كما ذكرت في تأجيج صراع الاجيال والذي جعل من الجيل الرقمي لايقبل من كلتا الفئتين خاصة الفئة الثالثة اضحوا اذان صاغية لكل من هو من خارج المجتمعات ولعل ذلك يكون احد الاسباب الرئيسية لاعاقة الجهود التنموية في بعض المجتمعات الساكنة والمستهلكة. فالخلاصة ان الامر يحتم خيارين لاغنى لاحدهما عن الاخر الاول رصد اهداف استراتيجية نحو تحويل المجتمعات الساكنة والمستهلكة الى منتجة للمعرفة وتجارب دول كماليزيا وسنغافورة تعد ناجحة بكل المقاييس والى ان يتحقق هذا الهدف الاستراتيجي يتطلب الامر حماية المجتمع وخاصة الشباب منهم من افرازات هذه التطورات الرقمية.