DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حرب بوش الجديدة.. تسخير التفوق الأمريكي في العلوم للأمن

حرب بوش الجديدة.. تسخير التفوق الأمريكي في العلوم للأمن

حرب بوش الجديدة.. تسخير التفوق الأمريكي في العلوم للأمن
حرب بوش الجديدة.. تسخير التفوق الأمريكي في العلوم للأمن
أخبار متعلقة
 
في الولايات المتحدة تسير الأمور بشكل متسارع في سياق حالة استنفار شاملة، أمنياً ودفاعياً وهجومياً. ويبدو الأمر أشبه بمارد عملاق استيقظ من سبات عميق على وقع ضربات الحادي عشر من سبتمبر المؤلمة، دون أن يكون من الواضح من سيدفع ثمن الحراك الشديد للقوى العظمى والقطب الأوحد. الحرب على الارهاب وفي إطار الاستنفار الشامل الذي تشهده الولايات المتحدة؛ قررت الأكاديميات العلمية والتقنية الأمريكية ودوائر البحث العلمي الكبرى في البلاد الانخراط في جوقة (الحرب على الإرهاب)، وفق ما يرشح من تقرير هام حصلت عليه ( اليوم ) . إذ يقول تقرير جديد أصدرته الأكاديمية القومية الأمريكية للعلوم بأن على الولايات المتحدة استغلال قواها العلمية والهندسية للكشف عن (الهجمات الإرهابية) وإحباطها، ولتحديد الأعمال التي يمكن تنفيذها فوراً (لجعل البلد أكثر أماناً). ويدعو التقرير، الذي أعدته لجنة من المجلس القومي للأبحاث في الأكاديمية القومية للعلوم، إلى تأسيس معهد مستقل للأمن الوطني يضم خبراء يستطيعون تحليل الأماكن المعرضة للأخطار ضمن البنى التحتية الرئيسة. ويشير التقرير إلى أنّ مثل هذا المعهد، الذي لا يبغي الربح، يجب أن يضم أيضاً ما يسمى بتمارين (الفرق الحمراء)، التي (يلعب فيها موظفو المعهد دور الإرهابيين لاكتشاف نقاط الضعف في وسائل الدفاع الأميركية). أخطار الارهاب ويحتوي التقرير على عشرات من التوصيات المحددة حول نشاطات الأبحاث والتطوير التي يمكن أن تقود إلى تصميم تكنولوجيات لتخفيف إمكانيات التعرض لما يصفه بـ(أخطار الإرهاب). وفي سياق متصل؛ قامت ريتا كولويل، مديرة المؤسسة الوطنية الأميركية للعلوم، في خطاب ألقته في 19 يونيو، بِحثّ العلماء الأمريكيين على (استغلال تجربتهم، وحكمتهم، وأبحاثهم لمساعدة الدولة في محاربة الإرهاب). الحقبة الجديدة ورأت كولويل في خطابها أنّ (الحقبة الجديدة التي تميّزت بالأحداث الفاصلة) المتمثلة بهجمات 11 سبتمبر، تطرح قيام اتجاهات جديدة للعلم والتكنولوجيا، ودعت كولويل العلماء إلى المساعدة في تحسين وسائل التكهن وتطبيق بصيرتهم المستقبلية بمثابة (نوع من نظام الإنذار المبكر (..) كوسيلة وقاية ضد العواقب غير المتوقعة)، وفق تقديرها. الجمرة الخبيثة وفي إشارة إلى أحداث نشر جرثومة (الجمرة الخبيثة) في الولايات المتحدة التي جرت في العام الماضي، أكدت كولويل أنّ التهديدات الصحية حقيقية وخطيرة في الخارج وفي الوطن، وقالت (منذ 11 سبتمبر، لم تعد السيناريوهات القاتلة غير قابلة للحدوث في فناء منازلنا)، على حد تحذيرها. بدوره؛ يقول لويس برانزكومب، الرئيس المشارك للجنة التي أعدت تقرير الأكاديمية القومية الأمريكية للعلوم تحت عنوان (جعل البلد أكثر أماناً: دور العلم والتكنولوجيا في مقاومة الإرهاب)، والبروفيسور الفخري في كلية جون أف. كيندي لعلم الحكم في جامعة هارفرد، كامبريدج، بولاية ماساشوسيتس، (يدرك المجتمع العلمي والهندسي أنّ بإمكانه تقديم مساهمة حاسمة لحماية الوطن من الهجمات الإرهابية الكارثية). وأضاف برانزكومب (يقدم تقريرنا إلى الحكومة مخطط عمل لاستخدام التكنولوجيات الحالية، ولتكوين قدرات جديدة لتخفيض احتمالات تنفيذ هجمات إرهابية والتخفيف من عواقبها القاسية). مراقبة المواد النووية ويشدد التقرير على أنه من الممكن الآن تنفيذ إجراءات معينة لجعل الولايات المتحدة أكثر أماناً، مثل حماية ومراقبة الأسلحة والمواد النووية، وإنتاج كميات كافية من اللقاحات والمضادات الحيوية، وجعل حاويات الشحن وشبكات الطاقة أكثر أماناً، وتحسين أنظمة التهوية واتصالات الطوارئ. ويقدم التقرير عشرات من التوصيات المحددة حول نشاطات الأبحاث والتطوير التي يقول أنها (يمكن أن تؤدي إلى تصميم تكنولوجيات لديها قدرة تخفيض إمكانيات التعرض لأخطار الإرهاب). وعلى سبيل المثال؛ تستطيع إنجازات علوم البيولوجيا والطب أن تمكّن من إنتاج أدوية لمحاربة كائنات الأمراض التي لا علاجات حالية لها. وتستطيع مقاربات جديدة لصنع شبكات الطاقة والكهرباء أن تجعلها ذكية ومتكيفة بحيث تصبح أقل تعرضاً لأخطار الهجمات، وتسمح بالحفاظ على الطاقة للخدمات الرئيسية كالاتصالات والنقل. وتستطيع برامج كومبيوتر للتنقيب عن البيانات ولدمج المعلومات أن تُسهّل عملية (ربط الأحداث) لتوضيح العلاقة بين أجزاء صغيرة غير مترابطة ظاهرياً من معلومات الاستخبارات وللجمع بين القراءات المختلفة لأجهزة التحسس مما يسمح بالاكتشاف السريع للعناصر المسمّة والتهديدات الأخرى، بحسب التقرير. الحالات الطارئة وتستطيع الأبحاث أيضاً أن تقود إلى إنتاج معدات جديدة للحالات الطارئة، مثل أجهزة وقائية أفضل لعمال الإنقاذ، وأجهزة التحسس لإنذارهم بما يخص التلوث الإشعاعي أو الكيميائي ومخاطر أخرى عند دخولهم إلى منطقة منكوبة. ويمكن جعل الأبنية أشد مقاومة للانفجارات والحرائق مما هي عليه الآن من خلال وضع مقاييس أفضل للتصاميم، كما تستطيع أساليب جديدة لترشيح الهواء وتطهيره تخفيض عدد الإصابات الناتجة عن أنواع معينة من الهجمات وتعجّل كثيراً في شفاء المصابين. وأضاف ريتشارد دي. كلاوسنر، الرئيس المشارك والمدير التنفيذي للصحة الشاملة في مؤسسة بيل ومليندا غايتس، في مدينة سياتل، (سوف لن تؤتي هذه الفرص ثمارها إلاّ إذا استطاعت الحكومة (الأمريكية) إنشاء وتنفيذ استراتيجية مترابطة للاستفادة من القدرات العلمية والتقنية أو التكنولوجية للبلاد). وأضاف كلاوسنر يقول (إنّ الوكالات الفدرالية التي تحوز على الخبرة العلمية والهندسية ليست هي بالضرورة نفس الوكالات التي تكون مسؤولة عن نشر استخدام الأنظمة لحماية البلاد، ويجب على الجميع العمل سويا لاستكشاف وتطبيق افضل التكنولوجيات المضادة للإرهاب). استراتيجية مضادة وقالت اللجنة التي أعدت التقرير إنّ مكتب الأمن الوطني هو المسؤول حالياً عن تصميم استراتيجية قومية مضادة للإرهاب، وعن تنسيق البرامج المختصة بها. ومن أجل المساعدة في تحديد الأولويات ووضع استراتيجية فنية فعالة، على مكتب الأمن الوطني إنشاء معهد جديد للأمن الوطني يضم خبراء يستطيعون تحليل الأماكن المعرضة للأخطار في البنى التحتية الرئيسية، وتقييم فعالية الأنظمة التي تستعمل لتخفيض احتمالات التعرض للأخطار. وأكدت أنّ على ذلك أن يشمل تمارين (الفرقاء الحمر) ليلعب (موظفو المعهد دور الإرهابيين لاكتشاف نقاط الضعف في وسائل الدفاع الأميركية. ويجب أن يعمل المعهد كمؤسسة لا تبغي الربح، بإدارة مقاول ويعمل فيها خبراء في تحليل الأنظمة المعقدة وفي الاستجابة السريعة لطلبات المشورة المقدمة من كبار الموظفين الحكوميين). وحسب التقرير؛ فسوف تحتاج وزارة الأمن الوطني الجديدة، حسب ما اقترح الرئيس الأمريكي جورج بوش، إلى وجود مساعد وزير للتكنولوجيا لتنسيق برامج العلوم والتكنولوجيا داخل الوزارة، ولإبقائها متصلة بالوكالات الموجهة نحو الأبحاث، مثل المؤسسة القومية للعلوم، والمعاهد القومية للصحة، ووزارة الطاقة، ووزارة الدفاع، كما بمكتب البيت الأبيض لسياسة العلوم والتكنولوجيا. يجب أن يدعم معهد الأمن الوطني الذي اقترحت اللجنة تأسيسه مساعد الوزير لشؤون التكنولوجيا أثر تشكيل هذه الوزارة. ورغم أنّ التقرير موجه بصورة أولية إلى الحكومة الفدرالية؛ فإنّ اللجنة التي أعدته تقول أنها تدرك أنه سوف يكون من الأمور الأساسية أن تعمل الحكومة الفدرالية بشكل وثيق مع العديد من المؤسسات الأخرى، كالمدن، والولايات، والشركات الخاصة، والجامعات، لاكتشاف ونشر استخدام حلول مضادة للإرهاب. أن العديد من البنى التحتية الرئيسية في الدولة، كأنظمة النقل، والاتصالات، والطاقة، التي تملكها وتشغلها شركات خاصة. يذكر أنه بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر، قدم رؤساء الأكاديمية القومية للعلوم، والأكاديمية القومية للهندسة، ومعهد العلوم الطبية إلى الرئيس بوش النصائح والمشورات التي أعدتها الأكاديميات القومية بخصوص ما تسميه الإدارة الأمريكية (الحرب على الإرهاب). وتم ذلك تحت رعاية المجلس القومي للأبحاث، وهو الذراع العملية للأكاديميات الأمريكية المختصة، وشملت هذه اللجنة مع ثماني لجان دعم أخرى، 118 من كبار العلماء والمهندسين والأطباء في الولايات المتحدة.