يتردد في أذهان أولئك الذين يقضون وقتاً طويلاً في استكشاف مناطق بعيدة الوصول في مواقع ويب سؤال هو "أين أنا"؟. وتعتبر خارطة الموقع المصممة جيداً، أداة تنقل ممتازة، وتساعدك نصائحنا في جعل خريطتك تعمل كما خطط لها. ويعطي هذا السؤال خارطة الموقع مبرراً لوجودها، لكنها تتحول غالباً، إلى متاهة محيرة صعبة القراءة والاتباع، وتأخذنا إلى حيث لا نريد أن نذهب، بدلاً من أن تكون مخططاً يوضح المكان الذي نكون فيه. ويسأل مصممو مواقع ويب أنفسهم: كيف يمكننا إنشاء خرائط مواقع ناجحة، لا تثير غيظ زوارها؟ وما الذي يجعل خارطة الموقع ناجحة؟ وهل توجد خطوط عريضة، أو مواصفات قياسية لإنشاء خرائط المواقع؟ تعتبر خارطة الموقع بشكل أساسي أداة توجه وتنقل، وهي تسمح لزوار الموقع بمعرفة ما هي المعلومات المتوفرة، وتخبرهم أيضاً، كيف نظمت تلك المعلومات، وأين تقع بالمقارنة مع المعلومات الأخرى، وكيف يمكنهم الوصول إلى المكان الذي يبغونه سريعاً.
وخارطة الموقع الجيدة أكثر من مجرد فهرس بالوصلات التشعبية، يقدم لائحة بالعبارات بالترتيب الأبجدي، فهي توفر نموذجاً تجريدياً للموقع يسمح للمستخدمين بالعمل بشكل فعّال. إذا كانت الصفحة الرئيسية منظمة جيداً، وكانت لديك أدوات أخرى لإيجاد المعلومات، فليس ضرورياً إنشاء خارطة للموقع، لكن وجودها مفيد عادة. وتصمم الصفحات الرئيسية عادة، مع الأخذ في الاعتبار مصلحة مالكها، أو المعلنين فيها، ويتم شد الانتباه إلى العناوين الرئيسية، والميزات الخاصة، والبضائع المباعة، وما شابهها. لكن يجب تصميم خارطة الموقع مع وضع مصلحة المستخدمين في الاعتبار الأول، بحيث تسمح لهم بإيجاد ما يريدونه سريعاً. وعليك هنا أن تختار النموذج التجريدي أو المجازي الذي إما سيساعد أو يعوق أولئك الذين يزرون موقعك. وعموماً، كلما كان موقعك أكثر تعقيداً، تزداد الحاجة إلى نموذج تجريدي له.
تفيد خارطة الموقع أيضاً، في تشجيع المستخدمين على استكشافه. وخلافاً للفهارس وحقول البحث، ليس على الزوار عند استخدام خرائط المواقع، تصور عنصر معين في أذهانهم، أو معرفة المصطلح الذي يجب استخدامه لإيجاد شيء يريدونه، إذ يمكنهم الذهاب إلى خارطة الموقع فقط، لاستكشاف ماذا يوجد فيه. وسيحاول الزوار، على الأرجح، الدخول في ممرات غير معروفة، إذا علموا أن بإمكانهم العودة إلى الخارطة إذا ضاعوا.
أي نوع من الخرائط؟
توجد أنواع متعددة من الخرائط، تتراوح بين مجرد لائحة بسيطة، إلى شبكة رسومية تفاعلية. وما يجب أن تعتمده هو الخارطة التي تساعد المستخدمين في رؤية موقعك من وجهة نظرهم، وتنقلهم إلى حيث يريدون بأسهل طريقة ممكنة، ولا يوجد حل واحد بناسب جميع الحالات. يمكن أن تكون خارطة الموقع التي تعتمد على جدول بالمحتويات مثالية لمساعدة الزوار في إيجاد ورقة تقنية من مكتبة معينة، لكنها لن تكون مفيدة لمشرف نظام يحاول أن يجد عقدة معطلة في شبكة اتصالات. وسيكون استخدام عرض رسومي تفاعلي يسمح للمستخدم بالاقتراب والغوص إلى الأعماق، إلى العقدة المعطلة، أكثر فعالية. يمكن أن تختار إنشاء أكثر من خارطة موقع واحدة، حسب نوع الموقع وأنواع المستخدمين الذين تتوقع زيارتهم. حيث يساعد النموذج ثلاثي الأبعاد متعدد الطبقات المطورين على مشاهدة العناصر بصرياً، لمعرفة عدد نقرات الماوس المطلوبة للوصول إلى شاشة معينة، وعناصر تصميم أخرى مثلاً، والتي يمكن أن تكون صعبة الفهم في المنظور المسطح. و مع كون النموذج ثلاثي الأبعاد مفيد لمخططي الموقع، إلا أن يمكن أن يكون محيراً لزوار الموقع، ما تطلب إنشاء نسخة ثنائية الأبعاد، لا تتضمن المعلومات الزائدة بالنسبة للمستخدمين العاديين. الأمر الرئيسي الذي يجب أخذه في الاعتبار عند اتخاذ قرار بشأن تصميم خارطة الموقع بحيث تعتمد على النص أم على الرسوميات، هو الإجابة على السؤال التالي: هل إخبار المستخدمين أفضل من جعلهم يشاهدون أين يوجد شيء معين.
(نعني بالخرائط المعتمدة على النص، أو الرسومية، أسلوب التعبير عن معظم المعلومات، وليس وجود أي رسوميات على الشاشة. ففي واجهات الاستخدام الرسومية، تتضمن خرائط المواقع النصوص والرسوميات).