دعا مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الشعب العراقي إلى الوقوف صفا واحدا تجاه المحاولات الرامية إلى تمزيق وحدته الوطنية وتجزئة العراق.. مشددا على اعتبار تشكيل مجلس الحكم الانتقالي العراقي خطوة في اتجاه إقامة حكومة عراقية معترف بها. وعبر المجلس الوزاري في قراره الختامي مساء أمس بشأن العراق عن قلقه إزاء الانفلات الأمني في العراق وإدانته التامة لكافة التفجيرات الإرهابية التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد والتي استهدفت مبنى للأمم المتحدة وأودت بحياة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة سيرجيو فييرا دى ميللو ورئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالعراق محمد باقر الحكيم إضافة إلى التفجير الذي أصاب السفارة الأردنية وأود بحياة العديد من العراقيين .وأدان المجلس في قراره كافة الانتهاكات التي تعرض لها الشعب العراقي وأبناء الشعب الكويتي ورعايا الدول الأخرى أثناء الحكم العراقي البائد وضرورة تقديم المسئولين العراقيين السابقين إلى العدالة لينالوا جزائهم الرادع بسبب ما ارتكبوه من انتهاكات خطيرة ضد الانسانية. ودعا أيضا إلى ضرورة مواصلة الجهود المبذولة لإعادة الممتلكات الكويتية وأرشيف دولة الكويت ودعوة المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم والمساعدة للشعب العراقي لتجاوز المصاعب التي يواجهها وضرورة التعاون معه لاسترداد ما سرق منه من آثار وتراث حضاري إنساني والتنسيق مع الأمم المتحدة بهذا الشأن.
وبالنسبة لمكافحة الإرهاب أكد المجلس على الموقف العربي بإدانة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وضرورة التمييز بين الإرهاب والحق المشروع للشعوب في مقاومة الاحتلال والعدوان الأجنبي ورفض إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين وإبراز ما يدعو إليه الإسلام من مبادئ سمحة ونبذه كافة أشكال الارهاب. وقرر مواصلة التشاور والتعاون بين الدول العربية من أجل التنفيذ السليم لقرار مجلس الأمن رقم 1373 لسنة 2001 ودعوة الدول العربية إلى موافاة نقطة الاتصال في الأمانة العامة مع لجنة مكافحة الإرهاب - سى تى سى - المشكلة بموجب قرار مجلس الأمن بآرائها ومقترحاتها حول تدابير مكافحة الإرهاب في إطار تعزيز التنسيق العربي في هذا الشأن. كما قرر المجلس مواصلة الجهود الرامية إلى عقد مؤتمر دولي في إطار الأمم المتحدة لمناقشة ظاهرة الإرهاب بكافة صوره ووضع اتفاقية دولية شاملة لمكافحة هذه الظاهرة والقضاء عليها تتضمن تعريفا للإرهاب وتمييزه عن الحق المشروع للشعوب في مقاومة الاحتلال والعدوان الاجنبى. وحث الدول العربية التي لم تصادق بعد على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب على الإسراع بإتمام إجراءات التصديق ودعوة الدول العربية للانضمام إلى الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمكافحة الارهاب. ودان في هذا الشأن التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها مدينتا الرياض والدار البيضاء خلال شهر مايو 2003م. وطالب المجلس الأمين العام بتقديم تقرير عما يتم في هذا المجال إلى مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري تمهيدا لرفعه لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة القادمة.