عزيزي رئيس التحرير
قرأت ما نشر في جريدتكم الغراء يوم الاحد 26/6/1424هـ صفحة (الاحساء اليوم) بعنوان (التعليم العالي في الاحساء.. عجز دائم في الامكانيات) وكان مضمونه انتقادا لخدمات التعليم العالي في المحافظة.
واعتقد ان من المهم تسليط الضوء على بعض الجوانب في جامعة الاحساء وكلياتها..
وخذ على سبيل المثال قاعدة (الكمال لله) تلك القاعدة التي اخذت تطبيقا سلبيا في كلياتنا، فالطالب لا يستطيع الحصول على الدرجة الكاملة عند بعض الاساتذة لا لتقصير منه ولكن ربما من جانب الاستاذ وعندما يرى هناك نقصا في درجته بعد الاختبار الشهري يذهب للكتاب ليكون الحكم على اجابته فيرى ان اجابته في بعض الاحيان جاءت افضل من الكتاب تنظيما وترتيبا للأفكار فيذهب الى دكتور المادة ليسأله عن سبب التقصير في الدرجة عله يتفادى ذلك الخطأ في الاختبار النهائي فان تكرم الدكتور يأتي الجواب على ذلك قائلا: انني لو اختبروني في هذه المادة لم احصل على الدرجة الكاملة فالكمال لله يا ولدي.
تلك القاعدة اصبح بعض الاساتذة يعتمدونها مع طلابهم الجامعيين، فالطالب يفقد بعض الدرجات في الاختبار الشهري وعليه ان يفقد مثل تلك الدرجات في الاختبار النهائي بناء على هذه القاعدة واذا ما تاهت منه الاجابة لفقرة بسيطة في الامتحان لك ان تتصور كم ستصبح درجته..!
وذنبه ان الدكتور لو اختبر في المادة فلن يحصل على الدرجة الكاملة فكيف وانت طالبها؟! ولكن كيف لو نقل ذلك الطالب بعد تخرجه تلك القاعدة الى مدرسته وطبقها على ابن الدكتور فهل سيقبل الدكتور ذلك..؟ وماذا لو اصبحت تلك ظاهرة عامة في مدارسنا؟ ولكن يبقى الطالب وعلى الرغم من ذلك ممتنا لدكتوره لانه تفضل بتصحيح ورقته وان كان ذلك من حقوقه فهو على اية حال افضل من ذلك الدكتور الذي اختبره وهو لم يعلم كم هي درجته واذا سأله عن ذلك تبرم الدكتور لان ذلك من حقوقه وقد تعدى عليها الطالب، وسأطوي الحديث عما يتردد بين الفينة والاخرى من ان بعضهم لا يصحح الاوراق، فليس هناك اذا من مبرر لسهر الليالي واذا سمعت بكل ذلك اصبحت تصدق ماي- دور بين الطلاب من ان بعضهم ايضا قد يحكم على طالب منذ بداية الدراسة بالرسوب لموقف معين اتخذه منه وقد بشره بذلك ليبقى الطالب طوال الفصل الدراسي محبطا خائفا.
واذا ما اردنا الحديث عن عدوى المكان فدونك - على سبيل المثال - كلية الشريعة بالهفوف ولن اتكلم عن المبنى الذي (لا يصلح لمدرسة ابتدائية) على حد الوصف الذي نشر في الموضوع وانما ساتحدث عن المكان فهي تقع في طريق يسلكه كل من طلاب الكلية الصناعية والكلية التجارية وطالبات الكلية وكلهم تبدأ محاضراتهم في وقت يكاد يكون موحدا، هذا اذا اضفت الى ذلك اولئك المراجعين للمستشفى الذي بجانبها او اولئك المراجعين لمستشفى الملك فهد او المراجعين لسكة الحديد فلك ان تتصور ذلك الزحام في الصباح كيف يكون.
وبالتالي فاننا في الاحساء لا نعاني نقصا في الامكانيات فحسب وانما من امور اخرى ايضا، واحب ان اطرح مجموعة من الافكار لتطوير التعليم في الاحساء وباقي مناطق المملكة الاخرى وهي افكار قابلة للنقاش.
1- نسف قاعدة (التعمير) لدى المديرين والعمداء ولتكن المدة التي يشغلها مدير الجامعة هي اربع سنوات كحد اعلى، اما العمداء فلتكن المدة لهم سنتين.
2- التدرج في عزل اعضاء هيئة التدريس عن المناصب الادارية فالادارة فن في ذاته لا يلزم ان يكون العضو في هيئة التدريس مجيدا له.
3- عدم السماح لاي عضو بالتدريس في الكليات او الجامعات الا بعد حصوله على درجة الماجستير كحد ادنى.
4- تشكيل لجنة خاصة مستقلة عن اعضاء هيئة التدريس في كل جامعة او كلية لالغاء العصمة عن اساتذة الجامعات والكليات وسماع هموم الطلاب سواء مع اساتذتهم او مع ادارة الكلية او الجامعة والبت في ذلك.
5- تشكيل لجنة عالية تابعة لوزارة التعليم العالي لمعاينة مباني الكليات وعلى وجه الخصوص المستأجر منها والحكم على تلك المباني بالصلاحية او عدمها.
6- التفريق بين المباني الحيوية في المكان على الا يكون ذلك في مناطق نائية.
7- انشاء مكتبة ضخمة في الاحساء وباقي مناطق المملكة كالمكتبات الموجودة في الرياض، وان سألتني عن المكتبة العامة بالهفوف فاقول لك: انك لن تجد فيها سوى حسن تعامل موظفيها معك.
8- السماح للطلاب بالاستعارة من جميع المكتبات العامة ومكتبات الجامعات والكليات في المنطقة الواحدة ببطاقة موحدة للطلاب في تلك المنطقة، وذلك بان تصرف للطالب بطاقة من الصرح العلمي الذي ينتمي اليه وقبل تخرجه يتم الاتصال مع تلك المكتبات للتأكد من خلوه من اي كتاب لاي مكتبة على الا يصاحب ذلك تأخر الطالب المتخرج.
9- طرح برنامج التقسيط للطلاب الجامعيين مع المكتبات الخاصة، وذلك بان يقدم الطالب للمكتبة الخاصة ورقة تؤكد انتماءه للصرح العلمي الذي ينتمي اليه وان مكافأته سارية المفعول.
10- السماح للطلاب الجامعيين الحاصلين على تقدير (جيد جدا) فما فوق بمواصلة تعليمهم العالي دون معوقات.
11- إلغاء القدسية عن طلاب كليات المعلمين ودمجهم مع طلاب الكليات والجامعات الاخرى في التوظيف فلقد بات هم الطالب في تلك الكليات الحصول على الوثيقة بأي معدل كان فالوظيفة مضمونة بالاجتهاد او عدمه.
12- طرح دورات تدريبية خلال الاجازة الصيفية لطلاب الثانوية العامة والطلاب الجامعيين لتدريبهم على كيفية اعداد البحوث العلمية.
13- طرح مجموعة من البحوث الصيفية للطلاب الجامعيين او طلاب الثانوية العامة ورصد المكافآت للبحوث الفائزة وتكريم اصحابها على ان تكون تلك البحوث مناسبة لمستواهم العلمي واعمارهم، وبذلك يمكن ان نتقدم ونقضي على الفراغ في الاجازة بطريقة علمية، فعندما تفتح المدارس ابوابها نجد بعض المسابقات لاعداد البحوث في وقت لا تناسب مع الكثير من الطلاب وهم على مقاعد الدراسة.
وأخيرا اتوجه الى اعضاء هيئة التدريس في الاحساء واقول لهم نحن كطلاب ننحى باللوم عليكم فقد بات اليوم في مقدوركم فعل الكثير ولن نقبل منكم مجرد الانتقاد فقط، وانما نأمل منكم خطوات جدية للتطوير والخروج عن دائرة الانتقاد المستمر.
@@ محمد احمد البراهيم - جامعة الملك فيصل بالأحساء