DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. وسمية عبدالمحسن المنصور

د. وسمية عبدالمحسن المنصور

د. وسمية عبدالمحسن المنصور
أخبار متعلقة
 
كم مرة يحبط المرء منا لأن الآخرين خيبوا امله، وجاءوا بضد ما توقع؟ كم مرة نصبنا لانفسنا مصيدة التوقعات ثم اخذنا في الجأر بالشكوى؟ اهو عيب في الآخرين وقصور لانهم لم يدركوا ما ننتظره منهم ام الخلل ناتج من تلك المصيدة التي استحوذت على حواسنا وادراكنا فصرنا نرسم في مخيلتنا ما نتوقع ان على الآخرين الصدور عنه وتمثله؟ وتزداد الامور سوءا اذا جدولنا قوائم الاخذ والعطاء. تمر على الانسان في هذه الحياة مواقف كثيرة تحدد سعادته او تعاسته هذه الرؤية قد تكون أحادية الاتجاه وقد يجد من يشاركه فيها لكن الاسى عندما يحمل الآخر مسؤولية نظرته وتفاعله مع الموقف، والاكثر اسى عندما نلوم الآخر لا لانه لم يتفهم ما نريد فحسب وانما لانه لم يلتزم ويتمثل ما نريد، وتلك كارثة كثيرا ما نتألم لكنا لا نتعلم، ونعاود اختيار مصيدة التوقعات، ونعاود الوقوع فيها، ونعاود الالم مرات ومرات ولو كان الما دون شكوى لهان الامر فهو سجن ذاتي، لكن ان ينعكس هذا على علاقتنا بمن حولنا فيغشي علاقاتنا الانسانية سرابيل من الحزن الرمادي، وضبابية في الثقة، ثم الحقد الاسود. الناس من حولنا اما ان يكون المرء منهم متسببا بوقوعنا في المصيدة وهو براء لانه لم يسقنا اليها وانما توقعاتنا فعلت فعلها ذاك، وآخر حاصرناه بشكوانا فلما انصرف الى شأنه كانت مصيدة اخرى، لاننا نتوقع ان الآخر متفرغ لنا في الوقت الذي نريد، ليستمع ما نريد، ويتحمل معنا كل ما نريد، اليس في ذلك جور وظلم، وقوم آخرون لا يعنيهم شأننا فكل بهمه مشغول، وكل يغني على ليلاه. كثير منا يحرص على اداء واجباته الاجتماعية لانه يحب ان يكون متواصلا مع الآخرين وهو من فئة من نطلق عليهم (والله ما يقصر) مثل هذا الشخص فريسة سهلة لمصيدة التوقعات فهو ينتظر ان يجامله الناس في مناسباته ويكون المه اكثر ايلاما لانه (ما قصر مع احد)، وآخر (راعي فزعة) من يحتاجه يجده رهن اشارته يتصدى لمسؤوليات الآخرين، يتحمل اعباءها وعندما يحتاجهم في امور اقل كلفة وارهاقا لا يجد احدا الا مصيدة التوقعات فيتشظى قلبه حتى يغدو فتاتا زجاجيا تجرحه مع كل زفرة وكل نفس. هل جبل بعض الناس على التذمر فشكلوا حزب الكوب الفارغ وصار شغلهم الشاغل اشغال الآخرين برسائلهم السلبية؟ أم عجن بعض الناس بأكسير الانانية فلا يعرفون الا الاخذ فأنت صاحبهم حتى يمتصوا كل ما يمكنهم منك فاذا نشفت تركوك وفاضا؟ بل كسروا عظمك اليس الخطأ في نظرتنا التي لا ترى الا ذواتنا، فنحن نريد من الآخر ما نخطط له، ما ننتظره، ما نحب ان يكون عليه. العالم نريده عالما دائما ولو اخفق مرة او سقط له كتاب أو رد احدهم عليه في مقال او صوب له رأيا فهذا سيحبطنا لاننا كنا ننتظر منه الرأي السديد دائما والتميز ابدا وننسى انه بشر، اما الشخص الجاد ذو السمت الهادىء فيا ويله لو ضبط مرة وهو يضحك فكيف اذا كان يقهقه؟ ترى من له الحق برسم صور الناس غير الله سبحانه وتعالى؟ اليس في النفس الانسانية جور وطغيان؟ حتى تشكل الناس وتصنفهم كما تحب؟