هناك فئات عدة من البشر والدول يجمعها شيء واحد يتمثل في تمني زوال النعمة والخير والرخاء والأمن عن المملكة لا لشيء سوى الحسد الظاهر منه والباطن, وللأسف الشديد خرج من أصلابها وممن تجنس فيها بضع نفر يرددون أمثال تلك الأقاويل ببعض وسائل الإعلام المرئي منه والمقروء والمسموع ممن تحتضن مسلكهم لتحقيق مآرب لها.
وعطفا على محور التساؤل الرئيس نجد أنهم يحسدون مواطنات ومواطني المملكة ويتمنون:
* زوال الأمن السياسي عنهم بحيث يتبعثر حكمها المستمد من الشريعة الإسلامية بشقيه القرآن والسنة حكما ومنهجا ودستورا حياة لكي يعيش ابناؤها صورا من التبعثر والتشتت والتشرذم بنفس النمط الذي كانت عليه الجزيرة العربية قبل مائة عام لتعلو فيها العصبية القبلية والعائلية ويفقد الرجل الأمن في حله وترحاله وتغدو البلاد على شاكلة بعض الدول مكبلة بالمؤامرات والمكائد مصداقا لقول العزيز الحكيم "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم".
* زوال الخير والرخاء الذي جاء بفضل الله عز وجل الذي أودع في باطن هذه الأرض الخيرة البترول والغاز والمعادن النفيسة, وكما يقولون في الجانب العربي: لماذا لا نتقاسمها معكم؟ وفي الجانب الغربي: لماذا لا ننتج مواد بديلة تحرم منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص من موارد مالية تأتيهم من قبلنا.
ونؤمن جميعا ان وحدتنا الوطنية متماسكة يشد بعضها بعضا, إلا اننا في حاجة الى عدد من النقاط لزيادة وصلابة مواقفنا تجاه المغرر بهم, ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
* نشر الوعي الديني لدى الشباب على وجه الخصوص والذين يمثلون قلبه النابض من خلال تسليط الأضواء على مفهوم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ووسائل النصح والشورى والحل والربط والولاء بزيادة الدروس الدعوية ذات الصلة بمثل ذلك سواء كانت في الحرمين الشريفين او من خلال مساجد المناطق والمحافظات والقرى والهجر على حد سواء جنبا الى جنب مع الدروس التي تعنى بالفقه والحديث لأن صلاح الرعية والراعي والحاكم والمحكوم من الأولويات التي غدت ملحة في هذا العصر الهائج المتقلب, وقد اطلعت على نشرة جديدة توزع على أبواب المساجد لحلقات الذكر التي ستقام في مدينة الدمام لهذا الشهر وقد خلت تماما من مثل هذا التوجه.
* الحد من نسب الوافدين في القطاع الخاص لزيادة دورة النماء الوطني بحيث يتحمل رأس المال المسؤولية في دعم بني جلدته بدلا من تركهم يسألون الناس إلحافا يقود بعضهم الى البطالة والضياع والسرقات والسطو المسلح الآلي والأبيض والتسكع, والعمل على تطبيق ذلك بالاقتناع بدلا من القسر, واذا لم يكن هنالك تجاوب يذكر فاننا نرى أهمية ادخال أنظمة ضرائب آلية ومقننة على الدخل للمؤسسات والأفراد غير السعوديين الى جانب الزكوات لتصرف هبات للفقراء والمحتاجين أسوة بالدول الخليجية والأوروبية الذين يأخذونها على مواطنيهم حتى اذا سكن فندقا او شرب قهوة او لبس كسوة, ويستغربون تماما ان المملكة خالية من ذلك على الرغم من تنامي نسب العاطلات والعاطلين والتي كما يقال تتجاذب بين 8% الى 12%.