ليس فينا او بيننا من لا يعرف ان الساكت عن الحق شيطان اخرس.. فقد نبهنا سيدنا رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام عن خطورة السكوت عن الحق لأنه يؤدي الى ادانة مظلوم، وبراءة ظالم.. وحينئذ يجد المظلوم نفسه مودعا في غياهب السجون أو معلقا في حبل المشنقة.. ومهما صغر حجم الظلم ولو كان في بخس حق او مساعدة ظالم فإنه يعد كالقتل بغيا وعدوانا، والسكوت عن الخطأ لا يصلحه ولا ببرىء من المسئولية ولا يرفع صفة الظلم، فمن سكت عن مظلمة وهو والظالم شركاء في الاثم مالم ينصف المظلوم، وكل من سكت عن حق واخفاه يعتبر في مرتبة الشيطان الاخرس الذي خسر الدنيا والاخرة، وذلك هو الخسران المبين، ففي هذه الايام كثرت بيننا المجاملات فتجد منا من يسكت ويتناسى الحق وهو يعلم ان ذلك خطأ ويخفي الحقيقة ويتذرع بانه ليس له دخل وان هذا ليس من شأنه وهذا بحد ذاته خيانة للوطن وللوالي قبل ان يكون سكوتا على الحق واصبح بذلك اعاذنا الله واياكم خائنا للوطن كاتما للحق.
أسأل الله ان يعطينا الجراءة في قول الحق واحقاقه وان لا يجعلنا ممن يعلمون الحق ويكتمونه.
وقيل:(اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك) والرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من الظلم ومن دعوة المظلوم وقال عليه السلام:(أتق دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب)، وفي الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قوله:(من اعان ظالما سلطه الله عليه). اخي في الله، لا تقل هذا اخي وهذا زميلي وذلك صديق، فكيف ادلى بشهادة ضده او افشي معلمة قد تضره، ان مثل ذلك القول لن ينفعك يوم يفر المرء من اخيه ومن امه وابيه وصاحبته وبنيه.. ولن ينفعك في ذلك اليوم ان تقول(ياليتني قدمت لحياتي، فيومئذ لا يعذب عذابه احد، ولا يوثق وثاقه احد)، اقول قولي هذا مذكركم ونفسي بتقوى الله يقول تعالى :(فأين تذهبون، إن هو إلا ذكر للعالمين، لمن شاء منكم أن يستقيم، وما تشاءون إلا ان يشاء الله رب العالمين).
ونظرا لما تمر به بلادنا من تآمر حاقد من مجموعة مارقة خانت الأمانة وبعدت عن الحق فإنه توجب علينا جميعا التكاتف مع سلطات الأمن وابلاغهم عن اي مشتبه به او عن اي معلومات قد تفيدهم في افساد مخططاتهم أو التستر عليهم وايوائهم، فحماية الوطن واجب على الجميع وابن الوطن هو الجندي الأول وهو حصن البلد ودرعه الواقية، فكن أبنا مخلصا لوطنك وقم بواجبك على اتم وجه، وفقنا الله واياكم لما فيه الخير والسداد واسأل الله ان يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين وغدر الغادرين وان يديم علينا نعمة الأمن والأمان في ظل حكومتنا الرشيدة ايدها الله.
@@ د. محمد بن حمد خليص الحربي