البطالة في أي مجتمع ظاهرة غير صحية .. إذا تفشت في أي مجتمع فإنها توقع الشاب فريسة سهلة , لهواجس وأفكار هدامة !! ونأمل من الشباب السعودي مكافحة هذه الظاهرة كما نأمل من حكومتنا الرشيدة (حفظها الله) بالقضاء عليها . فنحن نقرأ في الصحف المحلية ان هناك الآف الخريجين من الثانوية من الجنسين لا يقبلون في الجامعات !! وهناك الآلاف من خريجي الجامعات من الجنسين الى الآن لم يجدوا لهم وظيفة ولا عملا!!
وهناك غيرهم من الشباب الذين حالت ظروفهم دون إكمال دراستهم !! ويبحثون عن عمل , من أجل كسب رزقهم , ليخدموا أنفسهم ومن يعولونهم في ظل ظروف معيشية صعبة .
على المسؤولين ان يقفوا , على مكمن المشكلة ! ودراستها بجدية للقضاء على هذه الظاهرة, والوقوف على أسبابها ومسبباتها وعلاجها !!
فهل نضع اللوم عل وزارة التربية والتعليم , من حيث تقصيرها في الناحية التربوية !! من حيث غرس الأخلاق والتربية في نفوس الطلاب والطالبات .. ومن المسلم به (أن التربية الأخلاقية الإسلامية هي الضمان لتقويم السلوك وشحذ الهمم وايقاظ الحس وتربية العاطفة وتنمية الفضيلة وتأكيد الانتماء)
أم نضع اللوم على وزارة التعليم العالي ! التي فتحت الجامعات والكليات، وخرجت الآلاف من الطلاب والطالبات , ثم تركتهم دون النظر في كيفية تأمين الوظيفة لهؤلاء الخريجين والخريجات , دون أن تركز على فتح الكليات التي تخدم المجتمع في ظل الاكتفاء الذاتي في بعض التخصصات !! حتى اصبح بعض الخريجين والخريجات عبئا على الوطن !! فهناك الآلاف منهم لم تقم جهات التوظيف بتوظيفهم !! بحجة عدم وجود الوظائف الشاغرة لتلك التخصصات!!
أم نضع اللوم على وزارتي الخدمة المدنية والعمل والشئون الاجتماعية ؟! فعلى هاتين الوزارتين تقع مسئولية عظمى من حيث اعداد الدراسات اللازمة , عن مدى حاجة الوطن لبعض الوظائف والمهن لشغلها بكوادر سعودية , وايجاد فرص العمل للشباب السعودي , فرغم كل ما يقال:( باننا في عصر العلم ,الواقع أننا في عصر العمل , فالحضارة المعاصرة هي حضارة التقنية والمهارة , أكثرها مما هي حضارة العلم والبحث والفلسفة والأدب .. ورغم ابداعاتها المدهشة في كل المجالات , فإن الأكثر ادهاشا وتفوقا هو المجال التقني , الذي نهض بالعمل الجاد والمتقن المبني على المعرفة الدقيقة).
ولنضرب مثالا على ذلك , فإن بعض الدول العربية بعثت الوفود الى الدول الغربية في نفس الوقت الذي وصلت اليه وفود اليابان ...وقد اثمرت جهود اليابان فأصبحت بفضلها أعظم دولة شرقية في العالم , بينما أخفقت جهود العرب!!
هذا الاخفاق يضع امامنا علامات استفهام كثيرة ؟؟ فنقول لا يمكن لاي مجتمع ان يتقدم ويتطور إلا إذا اصبح لدى الجميع اقتناع تام باهمية العمل من اجل خدمة الوطن.
ولذا أقول ان تفشي ظاهرة البطالة في المجتمع يضع المسئولين أمام مسئولية كبرى !! لخطورة القضية واتساع مداها وتشعب جوانبها !! فلابد من وجود جهة معنية لحصر العاطلين عن العمل تحت مسمى (اللجنة الوطنية لمكافحة البطالة) أو تحت أي مسمى آخر من أهدافها حصر العاطلين عن العمل من الجنسين , وايجاد فرص العمل فالمملكة تضم 13 منطقة ادارية , كل منطقة ادارية ينشأ فيها لجنة , تقوم بحصر العاطلين , أخذ كل ما يتعلق بهم من بيانات ومعلومات , بما في ذلك عناوينهم , والاتصال بهم في حالة وجود فرص عمل , حسب الشروط والضوابط او حسبما تراها هذه اللجنة وبالإمكان من هؤلاء في أي مشروع وطني على مستوى المملكة بعد اعدادهم وتدريبهم على العمل , بدلا من اختيار موظفين على رأس العمل !!واجزم ان هناك بعض الدوائر الحكومية . لديها بعض الأعمال الوطنية الدورية , مثل التعداد العام للسكان .. والتعداد العام للمنشآت الاقتصادية , هذا على سيبل المثال في دائرة حكومية واحدة !! وختاما نقول للشباب :(الحياة بلا انتاج هي توقف والانسان بلا عطاء هو تبلد .. واليوم بلا عمل هو يوم مسروق من العمر .. ولعل اجمل لحظة في الحياة هي لحظة العطاء .. وعلى اكتاف الشباب مسئوليات كبيرة .. فهم القناديل التي تضيء جبين الأمم .. وهم السواعد التي تبني .. وهم الأمل الذي يورق أبدا على صدر الشعوب كلها).
@@ عبد الله حمد المطلق