اليوم تهل ذكرى أحداث 11 سبتمبر، ففي مثل هذا اليوم من العام 2001 هز انفجاران ليس فقط مبنيي التجارة العالمية في نيويورك، إنما مسحا الهيبة الأمريكية أو لنقل ورطاها في حرب لا أحد يعرف حتى الأمريكيين أنفسهم متى ستنتهي.في غمرة استدعاء الذكريات الحزينة والمؤلمة لا يستطيع أحد أن يتحدث بصوت مرتفع عن هؤلاء الذين تحتجزهم الولايات المتحدة منذ سنتين في معسكر غوانتانامو بذنب أو بدون ذنب مئات المعتقلين يقضون أيامهم في قاعدة غوانتانامو رغم عدم وجود تغطية قضائية لهذه الاعتقالات الامر الذي بدأ يزيد من قلق رجال القانون في الولايات المتحدة.. ويقول مايكل راتنر المحامي في مركز الحقوق الدستورية ان هذه عدالة خارجة عن القانون في عبارة مشابهة لعبارة الدول الخارجة على القانون التي تستخدمها وزارة الخارجية الامريكية لوصف الدول المساندة للارهاب.
ويؤكد احد موكلي راتنر وهو مواطن بريطاني القي القبض عليه في افغانستان انه لم ير الشمس سوى لسبع دقائق في الاشهر السبعة الماضية ولا يعلم ان هناك محاميا يدافع عنه.. حيث لم يسمح (للمعتقل) معظم بيغ سوى قراءة رسالة واحدة ارسلها له والداه.. مدافعا كذلك عن الاسترالي ديفيد هيكس المحتجز في غوانتانامو.
وبيغ هو من بين 660 شخصا من 42 بلدا يحتجزون في غوانتانامو ولا يعرف ما هو مصيرهم.. حيث رفضت الادارة الامريكية اعتبار هؤلاء السجناء اسرى حرب ينطبق عليهم ميثاق جنيف.
ويقول اميليو فيانو المختص بالقانون الدولي ان هؤلاء السجناء يجدون انفسهم في منطقة رمادية يتداخل فيها القضاء العسكري مع القانون المدني لان ادارة بوش تعكف على العمل على المسائل الاجرائية لتبرير تمديد فترة اعتقال هؤلاء السجناء بدون عملية محددة.. لكن الجيش الامريكي ينفي هذا الكلام ويؤكد ان المحاكم العسكرية يمكنها معالجة القضايا المتعلقة باوقات الحرب، الأمر الذي يصفه استاذ القانون جوناثان تيرلي من جامعة جورج واشنطن ان القوانين العسكرية مثيرة للضحك.
ويضيف انها تبدو وكأنها عملية قانونية دون اي جوهر (...) ان المحكمة تهدف في الحقيقة الى ضمان اصدار احكام ادانة.
وبعد اكثر من 20 شهرا على اقامة المعتقل في غوانتانامو في اعقاب هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة وبعد اعلان الحكومة الامريكية عزمها على محاكمتهم امام محاكم عسكرية، فان المعتقلين لا يستطيعون الاجتماع بمحاميهم كما انه لم يتم وضع اية اجراءات قانونية ولم يحدد موعد لبدء المحاكمات.
ويقول البروفيسور فيانو ليس من قبيل الصدفة اختيار الولايات المتحدة لغوانتانامو لاقامة هذا المعسكر مضيفا ان ذلك يسمح للحكومة بعدم تطبيق الحقوق الاساسية المنصوص عليها في الدستور الامريكي على هؤلاء المعتقلين.
ويقول الصحافيون الذين زاروا غوانتانامو انه يتم حاليا بناء قاعات محكمة في مبنى في القاعدة.. فيما يؤكد مايكل راتنر انه يتم اخضاع المعتقلين لعمليات تحقيق مستمرة باتباع نظام المكافآت مثل الوعد باشياء سخيفة مثل الهامبرغر، ويضيف ان الحالة النفسية والجسدية لهؤلاء الاشخاص سيئة للغاية.
وسجلت في المعتقل 32 محاولة انتحار. ويقول راتنر ان المعتقلين يحتجزون ما يقارب 24 ساعة في اليوم في زنزانات صغيرة جدا ولا يستطيعون ممارسة التمارين لاكثر من 15 دقيقة مرتين او ثلاثة في الاسبوع.