صدر للدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم المصري.. كتاب "الوطنية في عالم بلا هوية.. تحديات العولمة" يتناول مفهوم العولمة من وجهة نظر دول العالم الثالث والمجتمعات النامية باعتبارها الاكثر تأثراً بشكل سلبي بكل ما يتعلق بالعولمة والتناقضات الدولية ودور العولمة في تلويث العالم بالفقر بعد ان أصبحت واقعاً والطريق إليها طريق تتلاحق فيه الاضواء المبهرة والعتمة القاتمة. وفي الفصل الاول يتحدث الدكتور بهاء الدين عن ارهاصات ومقدمات جاءت كبداية للالفية الجديدة والتي تتمثل في ثورة المعلومات والاتصالات التي لم يسبق لها مثيل.
ويتناول الفصل الثاني بعض التحديات التي فرضتها العولمة على شعوب العالم الثالث حيث شهد العالم حروباً عالمية او محلية وموجات من النزاعات والصراعات وحملات من التطهير العرقي وازهاقاً غير مسبوق لارواح ملايين من البشر وازدياداً لمعدلات الارهاب والتطرف وازدياد نشاط عصابات ارهابية بدأت في نشر الجريمة المنظمة في مجالات التقدم التكنولوجي والاتصالات ومن عصابات لقطع غيار الاعضاء إلى عصابات للدعارة والقمار إلى عصابات الابتزاز والقتل المعنوي، فضلاً عن احتمالات الاعمال الاجرامية والارهابية التي يقوم بها المهمشون والضائعون والمتمردون في الدول والمجتمعات التي سقطت ضحية العولمة.
وفي الفصل الثالث يتناول الدكتور بهاء الدين تأثير العولمة على الهوية والانتماء مؤكداً ان عددا كبيرا من المحللين والمفكرين تنبأوا بأن الهوية والعرقية والقومية ستفقد اهميتها مع الحداثة والتصنيع والاتجاه إلى الفردية وانها في النهاية ستتلاشى كلية أمام رياح العولمة ويمضي الدكتور بهاء الدين في حديثه عن تأثيرات العولمة على الهوية والانتماء ويؤكد ان الانتماء في زمن العولمة ضروري بدرجة كبيرة، مؤكداً على أهمية المحافظة على مكتسبات الحضارة والهوية وان يسهم المفكرون والمثقفون بفكرهم في ضمان حق الاجيال القادمة في حياة افضل لا يتخللها العنف ولا يعصف بها الدمار ولا تسطحها سيطرة التكنولوجيا على الثقافة والجذور ولا يجرفها طوفان المعلومات إلى التشتت والضياع.
