مرت يوم الخميس الفائت الذكرى المشؤومة الثانية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر الارهابية في الولايات المتحدة ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل تمكنت دول العالم مجتمعة من احتواء ظاهرة الارهاب ومنع وقوعها في عديد من الاخطار والامصار؟
والجواب بالنفي قطعا.. ذلك ان بلدا بعينه مثل الولايات المتحدة التي تضررت من هذه الظاهرة بشكل اكبر ربما لاتستطيع بمفردها ان تحتوي ظاهرة اخطبوطية كهذه اخذت رقعتها في الانتشار كما تنتشر النار في الهشيم، فهذه ظاهرة لادين لها ولا جنس ولا مكان ولا زمان، والحروب التي تشن على الارهاب مازالت محدودة ودون المستوى المطلوب.
وهذا كلام يقود الى اهمية الدعوة التي اطلقتها المملكة منذ سنوات وقبل احداث الحادي عشر من سبتمبر، حينما دعت الى اهمية تشكيل استراتيجية دولية لمكافحة هذه الظاهرة الخبيثة، فالمملكة تضررت من افاعيل تلك الفئة الضالة الباغية في العديد من مدنها الرئيسية قبل تضرر الولايات المتحدة، وبالتالي فان دولة واحدة بمفردها وعدة دول يعدون على اصابع اليد الواحدة لن يكون في مقدورهم احتواء هذه الظاهرة، وهنا تبرز اهمية الدعوة التي اطلقتها المملكة، فاحتواء هذه الظاهرة بحاجة بالفعل الى تنسيق وتشاور بين دول العالم مجتمعة حتى يتسنى للعالم الوصول الى درجة الاحتواء بشكل قاطع وحاسم كما ان المكافحة ليست رهنا بمدة محدودة بل يجب ان تكون لها صفة الاستمرارية فحتى لو تمكنت القوى العالمية من دحر الارهابيين فلا احد يضمن عدم ظهورهم من جديد في اكثر من بلد في الشرق والغرب.