DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

(م. ع) يتحدث لـ ( اليوم )

مدمن: لحظة شك جعلتني أفقد أسرتي

(م. ع) يتحدث لـ ( اليوم )
(م. ع) يتحدث لـ ( اليوم )
المـــــدمنون الـــسابقون الــــذين نشـــرنا قـــصصهم بدأوا مـــشوار الإدمــــان وهــم مــــازالوا صغـــــاراً، أمــــا (م. ع) فـــــقد بدأه بعــــــد ان كــــــبر وتزوج وأصــــــبح رب أســـرة، مــــكونة مــــن 3 أولاد.فـــي لــــــحظة شــــــك شيطانية فقد أسرته، حين اتهم زوجته بالخيانة، فكان الطلاق، الذي ضيع أسرته، بينما أصبح هو (كـــــــماً مهمـــــلاً تلــــفه الأحــــزان والـــــمآسي). مــــــــــأساتي بــــــدأت بكــــــوب شــــــاي لم يكن (م. ع) يعمل في وظيفة ذات دخل ثابت، بل كان حراً، لا يتقيد بدوام معين.. يقول: في يوم من الأيام التقاه شخص، دعاه لتناول كوب شاي، سأله عن حياته الشخصية والعملية. فأجابه، قال له: يعني أنت سعيد في حياتك العملية والزوجية؟ فقلت له وأنا أشعر أنه ربما يريد ان يمد ليّ يد العون والمساعدة: من أين تأتي السعادة وأنا أعيش في ظل هذه الظروف بالغة الصعوبة. فقال ليّ: اذن أنت تبحث عن السعادة؟ قلت: بلا شك.. نعم. أخرج ليّ من جيبه لفافة صغيرة، وقال لي: عندما تعود إلى منزلك أدخل الحمام وتناول هذه السيجارة. ثم ودعني على أمل اللقاء في اليوم التالي. سيجارة تجلب السعادة!! ذهب (م. ع) إلى منزله، لم يهتم كثيراً بأمر اللفافة، وعند المساء تحسس السيجارة التي منحها له الرجل الغريب، فكر ان يجربها، عسى ان تكون باباً للسعادة المنشودة، يقول: دخلت الحمام، أشعلت السيجارة، شعرت للوهلة الأولى بان شيئا غريبا وغير مفهوم بدأ يتسلل إلى أعضاء جسمي، تحسست رأسي، لقد أصبح ثقيلاً، بعد نصف ساعة وجدت رغبة عارمة في الضحك والحديث الطويل مع شخص آخر.. حينها تأكدت ان ذلك الرجل منحني السعادة التي كنت أنشدها. تموين لمدة أسبوع في اليوم التالي ذهب (م. ع) إلى نفس المكان الذي التقى فيه الرجل، استقبله ضاحكاً، سأله: هاه كيف السعادة معك؟ رد: تمام. يقول (م. ع): مد يده لي بكيس، وقال: هذه ستفي بحاجتك لمدة أسبوع. قلت له: يعني هذا أننا لن نلتقي مرة أخرى؟ أجبني: بل عند الضرورة سنلتقي، خذ هذا رقمي، آمل ان تتصل بي في أي وقت تشاء. مددت يدي، أخذت الرقم، ثم ودعني. موعد ولكن دون لقاء ظل (م. ع) يدخن من الكيس الذي أعطاه إياه الرجل، وبعد ان انتهى الأسبوع لم يكن الكيس انتهى، بل بقي معه ما يكفيه لمدة 10 أيام أخرى، يقول: كنت خلالها أشعر بنشوة غريبة، بعد ذلك اتصلت به، وطلبت منه المدد، فوعدني ان يفعل، ولكن حين نلتقي في اليوم التالي.. يضيف: ذهبت مهرولاً إلى المكان المحدد، وهنا كانت المفاجأة كبيرة، لم أجده، بينما كنت أراه يسبقني للمكان في المرات السابقة، ولكنني انتظرت طويلاً على أمل ان يحضر في أي لحظة، ولكن طال انتظاري دون جدوى، فالرجل لم يأت، مما دعاني إلى مغادرة المكان، أجريت اتصالا به ولكنه لم يجب. ادفع تحصل على المطلوب عاد (م. ع) إلى منزله مصاباً بالقلق والتوتر.. يقول: كنت أحن في تلك الأثناء إلى هدية صديقي، ولكن كيف أحصل عليها؟ لم أكن أعلم، وفي اليوم التالي اتصلت به، وعندما جاءني رده عبر الهاتف تملكني الفرح كطفل صغير أمتلك لعبة جديدة طالما حلم بها. حينها قال: نلتقي غدا، ولكن لا تنسى ان تحضر معك 500 ريال، ومن فرط فرحي لم اسأله لماذا المبلغ.. ولكنني سألته حين التقيته: لماذا الفلوس؟ ضحك ثم قال: وهل هذه السعادة التي عشتها مجاناً؟ مددت له المبلغ، ولم أرغب ان أجادله في الأمر. وقال لي: إذا أردت الحصول على المزيد ما عليك إلا ان تتصل وتحضر معك المبلغ. دوامة هلوسة وشكوك حينها وبعد فوات الأوان أدرك (م. ع) أنه وقع في فخ المخدرات.. يقول: أصبحت لا أستطيع العيش دونها، لدرجة أنني أصبت بالهلوسة والشكوك في كل من حولي، أصبحت أعيش في هذه الدوامة القاتلة ليلاً ونهاراً. حاولنا ان نعرف طبيعة الشكوك التي تراود (م. ع)، فقال: تحولت حياتي إلى جحيم لا يطاق، أصبحت أشك في تصرفات زوجتي، لدرجة أنني كنت أراقبها وهي داخل الحمام، طبعاً دون ان تعلم، ومن ثم منعتها بصورة نهائية من الذهاب إلى الأسواق، مهما كانت الظروف، أصبح الشقاق والخلاف يتسع في كل يوم يمر علينا، فهي بدورها أصبحت لا تحتمل وجودي معها في المنزل، طالما أنني كنت على هذا الحال، في هذا الوقت أصبحت مدمنا على المخدرات، لا أمسي ولا أصبح إلا على المخدر، فيما المشاكل تتصاعد بيننا كل يوم. اتهمتها بالخيانة فطلقتها في إحدى ليالي الشتاء الباردة دخل (م. ع) إلى منزله، لم يجد زوجته فيه، تملكه الغضب.. يقول: ظننت أنها تخونني مع آخر، وبعد ساعة جاءت تحمل ليّ طعاماً، وما ان رأيتها حتى أصبحت عصبياً بدرجة لا توصف، لم يكن أمامي إلا ضربها بقوة وأنا أقول لها: أنت طالق أيتها الخائنة الحقيرة. بعد قليل حضر إلى المنزل والد زوجته المسن، أخذها بعد ان شتمته، وقال: أنت مدمن ولا تستحق ان تبني أسرة سعيدة، وابنتي التي تظن بها الظنون هي من أشرف النساء، ثم أصطحب ابنته وأولاده وخرجوا. رد قوي وباطش في اليوم التالي اكتشفت (م. ع) الحقيقة.. يقول: لم تكن زوجتي في تلك الأثناء خارج المنزل، بل كانت تعد ليّ الطعام داخل المطبخ، فأصبحت أبكي بحرقة، وازداد حزني عندما اتصلت بأسرة زوجتي بهدف إصلاح ما خربته بيدي، ولكن جاء رد الطرف الآخر قوياً باطشاً، وهو الرفض التام للعودة، دون أية مساومة. يدعي (م. ع) ان ذلك دفعه للعيش في عالم الإدمان، يقول: كنت عندما لا أجد ما اشتري به المخدرات لا أتردد في بيع أثاث المنزل، ويوما بعد يوم بعت كل أثاث منزلنا. مرض وضعف وبكاء لم يبع (م. ع) كل أثاث منزله، بل باع صحته أيضاً، وهو ما يؤكده بقوله: انتهى بي المطاف مريضاً ضعيفاً، أبحث عن العلاج بعيداً عن دفء أسرتي، الذي فقدته في لحظات شيطانية. حين وصل ضيفنا إلى هذا المنعطف من قصته المأسوية، انتابته نوبة بكاء هستيري، ضرب بيده على رأسه، فلم يكن أمامنا الا ان ننهي الحوار.
المرض والضعف وخسارة كل شيء هي نهاية المطاف
أخبار متعلقة