منذ اللحظات الأولى لصدور القرار الاسرائيلي التعسفي بإبعاد رئيس السلطة الفلسطينية عن أرضه التي يطالب بانشاء الدولة الفلسطينية المستقلة عليها كما جاء في فحوى خطة خارطة الطريق التي تحاول اسرائيل القفز على مسلماتها ومعطياتها الواضحة، بل تحاول تهميشها بكل وسائل المماطلات والمراوغات التي تمارسها على نطاق واسع مع مختلف المبادرات السلمية وآخرها المبادرة الرباعية. ومنذ تلك اللحظات نددت المملكة بهذا القرار الجائر الذي اعتبرته وسيلة لتفجير الأوضاع في المنطقة وحذرت من خطورته كما جاء في الاتصال الهاتفي الذي اجراه سمو ولي العهد بالادارة الامريكية، وكما اكد سمو وزير الخارجية في مؤتمره الصحفي الدوري يوم أمس الاول بأن قرار الابعاد يهدد عملية السلام بأكملها بل هو المسمار الاخير في نعشها. ولاشك في ان شارون وصل باصدار قراره المشؤوم الذي شجبته دول العالم بأسرها وعارضته الولايات المتحدة الى قمة استهتاره واستهانته بحقوق الشعب الفلسطيني، والتدخل السافر في صلاحيات الفلسطينيين، ومن شأن هذا القرار ان ينسف كافة الجهود الدولية المبذولة لاحلال السلام في منطقة الشرق الاوسط، وهذا ما يريده شارون تحديدا ويتوق اليه منذ تسلمه سدة الرئاسة بالدولة العبرية، فهمه الدائم ينصب في وضع منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن وابقاء الأوضاع فيها غير مستقرة وآمنة، وذر الرماد في عيون الرأي العام العالمي فانه مازال يحمل الفلسطينيين تبعات الوصول بخطة السلام الرباعية الى طريق مسدود في الوقت الذي يعرقل فيه بكل ممارساته الاستفزازية تحقيق تلك الخطة، وقد توجها بقرار الابعاد الذي أدخل العملية السلمية الأخيرة في نفق مظلم عواقبه وخيمة.