صرح الرئيس الامريكي بأنه يجب على الدول الحرة ألا تكون محايدة واضاف أن عليها مساندة واشنطن. ان الدول الحرة كما وصفها سيادة الرئيس الامريكي هي حرة وبالتالي فان الخيار والقرار يعود اليها لا الى واشنطن. فلماذا هذا التهديد المبطن؟ اما مساندة واشنطن او انك تكون ضدها. وسبق وان تكررت هذه العبارة من قبل بشكل اوضح وهي من ليس معنا فهو ضدنا, لماذا هذه العبارات؟ او لنقل لماذا هذا المنهج السياسي المتسلط؟ ان الفوقية قد تأتي من افراد لكن ان تأتي من قيادة الى قيادات اخرى فانها تعني الاستفزاز وربما ردة فعل معاكسة, يجب على الولايات المتحدة اذا ارادت من حلفائها ان يساندوها ان تتحدث باللغة الدبلوماسية لا بلغة الامر العسكري. وهل من الضروري مساعدة واشنطن في امور لم تقم واشنطن باستشارة من تريد منهم مساعدتها, انها تفعل ما تقرره دون استشارة أحد, حتى ان الادارة الامريكية لم تستشر شعبها في قرار الحرب ثم اذا واجهت صعوبات او وقعت في مستنقع تريد من الدول ألا تكون محايدة بمعنى تكريس جهود الدول المحايدة وتسخيرها لخدمة الادارة الامريكية.
بينما الادارة الامريكية لا تساعد الا مصلحتها, اننا لا نعيش في عصر تاريخ اوروبا في العصور الوسطى فالدول العربية والاسلامية ذات حضارة مبدعة ويجب على واشنطن ان تفهم ذلك. ان واشنطن تعيش الآن في الظل ولكن لابد ان ينتقل الظل الى الجهة المعاكسة, هذه هي الطبيعة وقانونها.
