نزلت إلى الأسواق المغربية رواية "الوشم " للأديب العراقي عبدالرحمن مجيد الربيعي المقيم منذ سنوات في تونس، وتعالج الرواية التي صدرت لأول مرة العام 1972 حيث لقيت اهتماما نقدياً كبيراً على امتداد الوطن العربي الوضعية التي غاص فيها العراق منذ الإطاحة بنظام عبدالكريم قاسم، مما حدا بالبعض إلى اعتبارها تعرية وفضحا واعتبارها كذلك تنديداً وشجباً للانهزامية والهروب والانطواء على الذات.
مقدمة رواية " الوشم " في طبعتها المغربية اختيرت لها دراسة نقدية وتحليلية عالجتها تحت عنوان " أبطال من طراز مختلف " وهي بقلم الكاتب العراقي حسين كاظم أستاذ الأدب العربي في كلية (دارت ماوث) الأمريكية والتي كان قد نشرها في مجلة " فصلية دراسات عربية " 1997 والتي تصدرها جمعية خريجي الجامعات الأمريكية العرب ومعهد الدراسات العربية في أمريكا .
" الوشم " وعند صدورها عن دار العودة ببيروت عام 1972 في طبعتها الأولى قوبلت بحفاوة نقدية كبيرة لتصبح واحدة من الروايات البارزة في أدبنا العربي، كما أصبحت الرواية الأكثر شهرة والأوسع انتشاراً في الادبين العراقي والخليجي رغم أنها لم تطبع في بغداد إلا مرة واحدة، ولم تدخل منها إلى بلد الكاتب " العراق" إلا نسخا محدودة، وطبعاتها الخمس صدرت كلها ما بين بيروت وتونس . وتعتبر رواية " الوشم " نزهه أدبية بين تضاريس حبلى بمواقف وأحاسيس إنسانية فياضة فهي تذكرة سفر تنقل القارئ إلى عوالم متباعدة ومتقاربة في نفس الآن مجسدة عمق التناقض الصارخ الذي عرفته الحياة السياسية العراقية، كما إنها تنقل واقعا عرفته تقريبا العديد من البلدان العربية خاصة العسكرياتية منها واليسارية وان اعترفت للعراق بفرادة التجربة التي يبعثها الربيعي من رماد التاريخ .
وقد لجأ الكاتب الربيعي في بناء روايته دون ذكر للسنوات والزمن المحدد ليحكى عن تجربة الاعتقال في المعتقلات العراقية وليحكي عن زمن الخيبة والانكسار ويرسم معالم اللحظة الانهزامية التي تقف فيها الذات سجينة ذاتها تنظر إلى وجهها في مرآة الذكريات وتعيد النظر في الزمن الأول المنقضي خارج أسوار المعتقل .
تجدر الإشارة إلى أن " الوشم " تعتبر من أعمال الربيعي العديدة والتي من أبرزها :
1ـ السيف والسفينة " الصادرة عن دار نقوش عربية بتونس العام 1996
2ـ " الظل في الرأس " الطليعة بيروت العام 1986
3ـ 5،4، ـ " وجوده من رحلة التعب " و " المواسم الأخرى " و " عيون في حلم " عن دار الطليعة بيروت 1979م
6ـ " الخيول " عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1979 .
7ـ " ذاكرة المدينة " عن دار الطليعة بيروت 1997 .
8 ـ " الأفواه " عن دار الآداب بيروت 1979 .
في مجال فن السيرة صدر للربيعي :
1ـ " من ذاكرة تلك الأيام " جوانب من سيرة أدبية، وهو من منشورات دار المعارف التونسية 2000 .
2ـ " الخروج من بيت الطاعة " شهادات أدبية1998 عن منشورات وكالة الصحافة العربية / القاهرة ضمن سلسلة " نوافذ "
ولأهمية نتاجه الأدبي فقد تناول كتاباته العديد من المهتمين بالتحليل والنقد والدراسة من خلال عدد من الأعمال من بينها:
1ـ " عبدالرحمن مجيد الربيعي وتجديد القصة العراقية " تأليف سليمان البكري، منشورات المركز الثقافي والاجتماعي لجامعة الموصل، العراق 1976 .
2ـ " عبدالرحمن مجيد الربيعي بين الرواية والقصة الصغيرة " تأليف عبدالرضا علي، منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1977.
3ـ " الوشم رواية الربيعي والقصة العربية الحديثة " تأليف المستشرقة الإيطالية ماتيلدا غالياردي، دار الطليعة بيروت 1979 .
4ـ .......
يعيش عبدالرحمن مجيد الربيعي حاليا في تونس ومرتبط بالكاتبة التونسية رشيدة الشارني التي التقت بها " اليوم " مؤخراً على هامش الملتقى الدولي لمدينة أسفي " المرأة والكتابة " حيث أجرت معها حواراً تطرق لتجربتها الأدبية وارتباطها بالأديب الربيعي .
