تقول لافتة في قاعة المؤتمرات في مجمع فورد لصناعة السيارات في فيتنام كل شيء ممكن.
ولكن قطعة أرض خالية قريبة من المجمع مساحتها 15 هكتارا 37 فدانا قد تبقى خربة ما لم تخفض حكومة فيتنام الضرائب المرتفعة المفروضة على شركات تجميع السيارات الاجنبية.
اثارت فيتنام استياء 11 شركة لتجميع السيارات بالموافقة على زيادة كبيرة لضرائب الاستهلاك والجمارك على الاجزاء المستوردة بل ورسم التسجيل رغم نصيحة الصناعة التي تقول ان ارتفاع التكاليف قد يجبرها على الاغلاق.
قال جاسون ليو مدير عام فورد في فيتنام: حذرناهم بانهم اذا فعلوا هذا فسيخيفون بعض المستثمرين. لست متأكدا هل استمعوا الى النصيحة أم لا.
وتقول فورد التي تنتج 14 الف سيارة سنويا انها تحقق ارباحا بعد خمس سنوات من وجودها في فيتنام وانها ضخت 102 مليون دولار في فيتنام أكثر من منافسيها تويوتا ودايو التي تمتلكها جنرال موتورز.
وتواجه هذه الدولة الشيوعية عجزا تجاريا وتريد من شركات تجميع السيارات التي باعت 26872 مركبة في 2002 زيادة استخدام المكونات المحلية. واتخذت فيتنام نفس الموقف مع شركات الدراجات النارية الاجنبية في العام الماضي ثم تراجعت في وقت لاحق عن بعض قرارات لم تلق قبولا.
ولكن فيتنام في حاجة قصوى لاستثمارات اجنبية لتخفيض معدل الفقر ولكي تستطيع الانضمام الى الاقتصاد العالمي.
وفي العام الماضي اجتذبت فيتنام استثمارات أجنبية مباشرة قيمتها 4ر1 مليار دولار بالعملات الصعبة بالمقارنة مع أربعة مليارات دولار مشروعات مسجلة أجنبية في 1998.
ويبلغ متوسط دخل الفرد في فيتنام 400 دولار سنويا مما يجعل السيارات بعيدا عن متناول اغلب السكان وعددهم 80 مليون نسمة بل ان زيادة الجمارك جعلتها امرا مستحيلا تقريبا للمواطن العادي.
وبالنسبة للسيارات المصنوعة محليا فان ضريبة الاستهلاك الخاصة تصل الى 25 في المئة في 2004 بعد ان كان الحد الاقصى خمسة في المئة وتصل الى 80 في المئة في 2007. وفي السنة نفسها تتصاعف قيمة الضريبة المضافة لتصل الى 10 في المئة وتزيد رسوم التسجيل الى 130 دولارا وكانت 13 دولارا.
واجبرت زيادة تعرفة الاستيراد تويوتا على رفع اسعار البيع في فيتنام بنسبة 3ر3 في المئة وستحذو سوزوكي موتورز حذوها.
وتمضي فيتنام قدما بهذه الاجراءات البغيضة في الوقت الذي تقوم فيه لجان بدراسة كيفية تحسين صورة البلاد التجارية في الخارج وتغازل مستثمرين اجانب مثل الولايات المتحدة.
وفي يوليو اشارت دراسة قامت بها مؤسسة برايس ووترهاوس كوبرز الى توافر فرص كثيرة لكي تحسن فيتنام استراتيجيتها لاجتذاب استثمارات بحيث يمكن مقارنتها بالصين وتايلاند وماليزيا والفلبين.
قالت المؤسسة : صورة فيتنام كمركز لاجتذاب استثمارات أجنبية سيئة. أسلوب تشجيع الانشطة الاستثمارية منخفض على كل المستويات بوجه عام.
اذاعت التقرير وزارة التخطيط والتعاون الدولي في فيتنام ووكالة اليابان للتعاون الدولي. وتتصدر اليابان قائمة شركاء فيتنام التجاريين والمانحين الدوليين الرئيسيين وثالت أكبر مستثمر مباشر برأسمال يبلغ أكثر من أربعة مليارات دولار.
وحث التقرير فيتنام التي تتميز بأنها تحقق ثاني اسرع نمو اقتصادي في اسيا بعد الصين على انشاء وكالة لتشجيع الاستثمارات الدولية لها صلاحية تحسين صورة فيتنام في الخارج. ومن توصياتها العاجلة ان تتجنب فيتنام القيام بتغييرات ضارة لا يمكن التنبؤ بها.
وبالنسبة لصناع السيارات مثل فورد التي تستحوذ على 11 في المئة من السوق في فيتنام بالمقارنة مع 25 في المئة لتويوتا فان هذه التوصية جاءت متأخرة جدا.
باعت فور 2217 سيارة في السبعة أشهر الاولي من 2003 وتويوتا 5260 سيارة.
قال ليو : سنضطر الى القيام ببعض التعديلات في اسلوب عملنا. ولكنه لم يدل بتفاصيل. وبينما تتذمر الشركات تستعد الحكومة لاقامة أول معرض للسيارات الامريكية. ومن جهة اخرى تعقد شركة العلاقات العامة هيل اند نولتون التي استأجرتها فيتنام لحث الشركات الامريكية على الاستثمار فيها اجتماعات في نيويورك وواشنطن وهيوستون في سبتمبر واكتوبر لعرض فرص الاستثمار في عدو الولايات المتحدة القديم.