تواجه المرأة المطلقة في المجتمع العربي لاسيما المجتمعات المحافظة كالمجتمع السعودي ازمة النظرة الخاصة لها ولوضعها الاجتماعي مما يجعلها دائما منبوذة بين زميلاتها وقريباتها وجيرانها حتى انها لا تستطيع ان تسكن في شقة خاصة بها وباولادها خوفا من عيون هذا المجتمع الذي يصوب نظراته اليها طول الوقت.. (اليوم) اجرى الاستطلاع التالي:
يرى جاسم ال بوحسين ان المطلقة اذا كانت عندها وظيفة ولديها القدرة على استئجار شقة لها ولابنائها من اجل راحتها وراحتهم وعدم اذلالهم فهي حرة لانها سوف تتحمل مسؤولية كل شيء يخصها هي وابناؤها اما اذا لم تكن لديها قدرة على دفع ايجار منزلها فيجب علىوالد اطفالها الصرف عليهم واستئجار شقة يقيمون فيها هي واطفالها ولا يوجد اي عيب في ذلك لانها هي التي سوف تتحمل المسؤولية لان اهلها رفضوا وجودها معهم.
بينما تقول مريم عبدالرحمن: اذا كان لدى المطلقة اولاد فمن حقها ان تعيش وحدها واذا لم يكن لديها اطفال فهذا لا يصح لان وجودها وحدها يجعل الناس يتحدثون عليها ويتهمونها باشياء لم تفعلها.
ويقول اشرف غزالة: في عدم وجود اطفال مع المرأة المطلقة لا يصح ان تعيش وحدها لان المطلقة معرضة لكلام اقرب الناس اليها وفي هذه الحالة يجب على اهلها تحملها مازالت وحيدة بدون اطفال.. اما في وجود الاطفال فانا اقول لا عيب في ذلك مادامت محافظة على نفسها.
اما عبدالله السليمان فيتناول الموضوع من زاوية اخرى قائلا: لا عيب في ان تسكن المطلقة وحدها اذا لم يكن لديها اهل ولديها ابناء يدرسون في نفس المنطقة واهلها في بلاد اخرى بعيدة ولا تستطيع السفر اليهم وترك الابناء وحدهم خصوصا اذا كان والد ابنائها قد تزوج باخرى وطلقها او طردها من البيت هي وابناؤها فإلى اين تذهب غير اللجوء الى استئجار منزل لتقيم فيه هي واطفالها مضيفا ان على الزوج ان يفكر في مستقبل اولاده قبل اللجو الى الطلاق.
وتقول هدى الخالدي معلمة في احدى المدارس الابتدائية: تفقد المرأة المطلقة مركزها الاجتماعي واسلوب حياتها الذي تعودت عليه والذي كان يرتبط بوضع زوجها المادي وتعاني المرأة المطلقة من وجودها وحدها وتزداد عزلتها واحيانا تكون مرغمة على هذه العزلة خصوصا اذا رفض اهلها بقاءها معهم فهم الذين ظلموها اذا لم يكن لديها ابناء فسوف تصبح صيدا سهلا لضاعف النفوس لشعورهم بانها سكنت وحدها من اجل الحرية وليس من اجل الراحة والطمأنينة.
ويضيف خالد الصالح قائلا: بعض الاهالي يفرضون سيطرتهم على الابنة المطلقة ويعاملونها كما لو كانت قاصرا وبحاجة الى الحماية مما يزيد من احساسها بالنقص والضعف ويتملكها الاحساس بانعدام الثقة بنفسها وغالبا ما تتعرض المرأة المطلقة لضغوط متزايدة من الاسرة للزواج مرة اخرى في مرحلة لا تستطيع فيها باي حال من الاحوال اتخاذ قرار صائب يتعلق بمشاعرها نحو قبول زوج اخر فتعيد الكرة مرة ومرتين خوفا من اهلها لانهم لا يرغبون بوجودها بينهم وهي مطلقة مضيفا انه لا عيب في ان تقيم المطلقة وحدها اذا كانت كبيرة في السن ولديها ابناء يقيمون معها حتى لا تتعرض لكلام الناس بل وان اقرب الناس سوف ينظر اليها نظرة خاصة مليئة بالشك والظنون التي قد تكون في غير محلها وقالت هيفاء الغانم مطلقة وتعمل موظفة في احد البنوك: نعم انا امرأة مطلقة ولا يوجد عندي اولاد واقيم وحدي وانا موظفة واقوم بالصرف على بيتي في كل شيء من ايجار واحضار طلبات المنزل كلها وما العيب في ذلك انا لم اقم لوحدي بمحض ارادتي ولكن ظروفي قاسية جدا وهي التي جعلت مني وحيدة فانا يتيمة الوالدين واخواني واخواتي كلهم متزوجون ويقيمون مع ازواجهن وزوجاتهم مضيفة انه لا احد يرغب في اخت الزوجة او اخت الزوج فاقامتي وحدي لم تكن برغبة مني ولكن جاءت بقرار من اخواني واخواتي دون ان يخبروني بها صراحة لان زوجاتهم وازواجهن لا يرغبون بوجودي معهم حسب اقوالهم لاني عالة عليهم واحيانا يفتعلون المشاكل بسبب وجودي بينهم وانا ولان كل انسان له مشاعره ولم أرغب في ازعاج الاخرين فوافقت على الفور بالخروج من عندهم والسكن بمفردي مشيرة الى انها تشعر بالكثير من الراحة والانسجام مع حياتها الجديدة.
ومن الناحية النفسية بالنسبة للمرأة المطلقة:
حيث قال مروان (طبيب نفسي): تتفاوت درجات الاضطرابات النفسية التي تعقب الطلاق تبعا للمرأة نفسها وظروفها الاقتصادية والاجتماعية الغرض الرئيسي من رعايتها هو تصحيح نظرتها المشوهة الى نفسها وتعليمها الاعتداد بنفسها وتنمية غضبها ليس بغرض الانتقام ولكن للسيطرة على اليأس وتسخير لبناء حياتها من جديد من منطلق اثبات وجودها في المجتمع. وحتى لو طلب منها اهلها البعد عنهم والعيش وحدها مع ابنائها فيجب عليها ان تعتمد على نفسها اعتمادا كليا والا تفكر في الرجوع الى الذل والاهانة الى اقرب الناس اليها رأيها بذلك تكون قد اثبتت للجميع انها قوية في كل شيء حتى في ضعفها الذي فرضه اهلها عليها وهو بعدها عنهم لانهم لا يراغبون في وجودها مطلقة.
ويضيف مروان ان الامر الطبيعي ان تعيش المرأة مع زوجها او في بيت اهلها ان كانت مطلقة، ولكن اذا فرضت عليها الظروف العيش بعيدا عنهم فانها لابد ان تتخذ القرار بشجاعة، مشيرا الى ان المرأة قادرة كالرجل على مواجهة تحديات الحياة.
