DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

هند المحيسن

هند المحيسن

هند المحيسن
أخبار متعلقة
 
الحقيقة ليست بداية النهاية للمشروع الثقافي الذي يمكن اعتباره جزءا لا يتجزأ من تكوين شخصية الانسان وانما هي بداية البداية تبدأ بسؤال ولا تنتهي عند البحث بل تتسع ابعادها لتشمل المسوغات الكونية من منطلقات ذهنية هي أساس الأشياء والأحداث لافروعها. وعلى هذا فاننا في مرحلة متقدمة للتغيير الجذري الذي نتطلع اليه لصياغة واقع مقارب من وجهة نظر قرآنية في اقل تقدير اذا لم نستطع مطابقتها نتلمس الرؤى الشمولية لنمط السلوك ليتدبروا في الآفاق وفي أنفسهم. وهي دعوة متكررة على الدوام على عدم تقبل الواقع على انه واقع حتى في اكثر الأمور قداسة كالوجود الالهي للذات وفكرة الايمان كما نقرأ في قصة نبي الله ابراهيم في طريق بحثه عن تلك الحقيقة في تساؤله هل هو كالشمس او كالقمر او.. او.. ثم توصل الى ان الله موجود لا يمكن ان يغيب عن الوجود (ليس كمثله شيء), او عندما يشكك في حقيقة الايمان للوصول الى يقين لا تزعزعه الملابسات (قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي). لذلك فالبحث عن الحقيقة هو الجزء الأهم في الشخصية الاسلامية والفكر الاسلامي ليس لأنها منطلقة من دعوة ومنهجية قرآنية ولكن ايضا لأنها الأساس والركيزة الأهم في تطور شخصيتنا وتفكيرنا وتثريها وتمنح مواقفنا صلابة في مواجهة التحديات وأنها المعيار الأصدق في ظل ازدواجية المعايير التي تمتلىء بها ساحتنا ويكتظ بها واقعنا في مواجهة مد العولمة بما يحمل من غزو ثقافي كمشروع بديل لمجمل ثقافتنا وقيمنا وفرض لواقع يسلب واقعنا ليتركه معلقا على مذبح الجمود الفكري والتقوقع الذاتي. لذلك فالحقيقة كأطروحة استقرائية هي دعوة للمنهجية في التعامل مع واقع التحديات وليس التقوقع بمنأى عنها او تجاهلها وتقزيمها فهو يقزمنا ويحجمنا نحن بالدرجة الاولى ويحجم وجودنا كحضارة مستندة لأكثر الحقائق التي هي (عند ذوي العقول كفيء الظل بينا تراه سابغا حتى قلص وزائدا حتى نقص).