في مجتمع المملكة حيث التكافل الاجتماعي واعمال البر والخير تنمو وتتطور باطراد.. تعززها دافعية مفعمة بالايمان وبالمشاعر الانسانية الايجابية التي نمت وترعرعت في احضان الدين الاسلامي الحنيف.. بقيمه ومثله وغاياته السامية.. مستهدفة في برامجها ومشروعاتها الخير للفرد والمجتمع.. وما من شك في أن هذه المشروعات التي يقوم عليها رجال ونساء من الأخيار نذروا انفسهم لتحقيق ما من شأنه صيانة الفضيلة من خلال الاعمال التطوعية وبذلهم الأموال السخية ابتغاء السعادة في الدنيا ورضاء الله سبحانه بمثوبته وغفرانه في الآخرة.
هكذا يكون المجتمع الاسلامي.. تعاونا على البر والتقوى وليس تعاونا على الاثم والعدوان.. انه مجتمع ينعم بسماحة الاسلام ومثله العليا.. وفرق شاسع بين من يسفك الدماء ويفسد في الأرض وبين من يعمل الخير ويعين على الصلاح والتقوى.
ومن تلك البرامج والمشروعات جمعيات البر الخيرية التي تقوم بالاسهام في دعم الافراد والاسر المحتاجة اجتماعيا واقتصاديا.
ويتمحور هذا اللقاء حول مشروع تيسير الزواج بالمنطقة الشرقية. فهو مشروع رائد انبثق من جهود مجموعة من الرجال والنساء في اطار جمعية البر بالمنطقة الشرقية يدعمه امير فذ هو صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد امير المنطقة الشرقية. وامثال هذا المشروع في كل مناطق المملكة حيث بدأت في السنوات العشر الأخيرة لاعانة الشباب الراغبين في الزواج اجتماعيا واقتصاديا. وحكايتي مع مشروع تيسير الزواج بالمنطقة الشرقية بدأت منذ سنوات حينما قرأت عنه وسمعت احاديث الناس عن جهوده. وقد تعمقت معرفتي به بعد دعوتي لزيارته حيث التقيت بشباب كلهم علم وخلق كريم يعملون تطوعا على التوفيق بين الازواج ومساعدة المحتاج منهم اقتصاديا وتدريبيا واجتماعيا ومن خلال المشورة التي يقدمونها لراغبيها.
فرأيت ان اسجل في هذا اللقاء تقديري لجهودهم واعتزازي بهم وأن أدعو القراء لزيارة مقر المشروع الواقع في حي ابن خلدون بالدمام.. ويجدر هنا ان اوضح ان مشروع تيسير الزواج بالشرقية يهدف الى الآتي:
- دعم الشباب المحتاج للزواج.
- المساعدة على حل مشكلة العنوسة التي يفاقم خطرها.
- المساعدة لمواجهة غلاء المهور.
- التوعية بأهمية الزواج.
- تفقيه الازواج في الحقوق والواجبات الزوجية.
- المساهمة في زيادة نسل المسلمين.
- تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي.
- العمل على توطيد العلاقات الزوجية وحل مشكلات الأسرة.
هذه الاهداف المذكورة بتصرف من الكاتب في بعض صيغها توضيحا وتأكيدا على اهميتها. ولكي تتحقق هذه الاهداف النبيلة فان المشروع يقدم الخدمات التالية:
@ الدعم المالي:
- وهو على شكل مساعدة مادية نقدية غير مستردة.
- قروض مالية مسترجعة على اقساط شهرية ملائمة لظروف الشاب.
@ المساعدات العينية:
- منح أثاث مجاني جديد ومستعمل بحالة جيدة.
- هدية للمولود الأول.
@ الخدمات المساندة:
- وهي مجانية أو بأسعار مخفضة وتتمثل في قصور الافراح, مطابخ الولائم, الادوات المنزلية, الخدمات الطبية.
@ التوجيه والارشاد الأسري:
- تقديم الارشادات المناسبة للشباب والفتيات المقبلين على الزواج.
- تقديم استشارات اجتماعية وتربوية للأسرة بمشاركة اهل العلم والاختصاص.
- اقامة دورات وندوات تتناول موضوعات الحياة الزوجية والأسرية.
- اصدارات توجيهية تخص الأسرة.
@ وتتحقق هذه الخدمات من خلال:
- الاتصال المباشر.
- الهاتف الاستشاري.
- التدريب.
- المحاضرات والندوات.
- اللجنة النسائية : وهي حلقة الوصل بين لجان المشروع العاملة وبين القطاع النسوي في المجتمع لضمان ايصال اهداف وخدمات المشروع بيسر وسهولة.
واقول للقائمين على هذا المشروع بارك الله في جهودكم واعمالكم واثابكم على ما تبذلونه من طاقات تطوعا وبذلا.
وكلمتي الأخيرة لرجال الأعمال:
واتوجه الى رجال الاعمال والقادرين على تقديم ما يستطيعونه من مال وتجهيزات لمشروع تيسير الزواج بالدمام وغيره من المناطق الاخرى.
ولقد كان لاسهام بعض رجال الاعمال في هذا المشروع دور كبير في تشجيع الشباب وتسهيل امور زواجهم - جزاهم الله خيرا - حيث استفاد من خدمات المشروع اكثر من: (3854) شابا وفتاة صرفت لهم مساعدات مالية بلغت اكثر من خمسة عشر مليون ريال, ويطمح المشروع الى مساعدة القادرين لتحقيق هدف تزويج خمسمائة شاب وفتاة خلال عام 1424هـ, هذا فضلا عن الخدمات العينية, فقد قال تعالى: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله).
ويرى الكاتب أن يتطوع الموظفون في القطاع الحكومي والأهلي بالتبرع من مرتباتهم بمقدار عشرة ريالات شهرية تحسم من الرواتب لحساب مشروع الزواج في كل منطقة وبالنسبة للشرقية على حساب رقم 3 - 13444 بشركة الراجحي المصرفية بالفرع (190) بطريق الملك فهد (شارع ابن خلدون) والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
