مجتمعنا السعودي ليس بحاجة لتدعيم اقبال افراده على الكماليات والسلع الاستهلاكية غير الضرورية ولكنها تستخدم للتفاخر والاستعراض مما ادى الى ظهور مشكلات عديدة يعانيها المجتمع السعودي ابرزها ارتفاع تكلفة الزواج وبدء حياة زوجية سعيدة وكثرة الديون التي تثقل كاهل الناس وربما تقع مسؤولية هذا الاتجاه الاستهلاكي على الافراد اساسا، الا ان بعض المؤسسات الرسمية كالادارة العامة للمرور والتي اخذت تشجع هذا المنحى الاستهلاكي الذي يعكس وفرة المال وفق تقدير الذات. وقد دأبت هذه الادارة على تنظيم مزادات لبيع لوحات السيارات المميزة, رغم ان كل اللوحات مميزة فعدد ارقامها محدود وسهلة الحفظ، ولا تفرق اذا كانت (3) ستات او سبعات او غيرها. ويعلق احد مرتادي المزاد على ذلك بقوله: اذا كانت السيارة من النوع الفاخر فلا بد من الحصول على لوحة مميزة، بينما ما ادراك ما نوعية عقل وشخصية قائد هذه السيارة. ربما تكون ادارة المرور بحاجة للمال، ولكن المزادات ليست طريقا سويا وصحيحا لذلك، وبامكان ادارة المرور جمع الكثير من الاموال من مخالفي انظمة وقواعد المرور وما اكثرهم، وهم يخالفون في وضح النهار عينك عينك وبالتالي ليس هناك حاجة لاستخدام المرور السري وهو اسلوب لا اراه صحيحا لمتابعة المخالفين. والاجدر والافضل هو تعليم الناس الانضباط والمسؤولية في مرحلة مبكرة من اعمارهم، في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، وتغيير افكار البعض الذي يرى ان السيارة للاستعراض وتفريغ الشحنات الانفعالية وليست وسيلة نقل اضافة لتقليص نفوذ الواسطة في الغاء المخالفات والغرامات، ومن الاهمية بمكان التشديد على منح رخص القيادة خاصة للصغار والسائقين المستقدمين وتشديد الاختبار النظري والعملي اسوة بباقي الدول المجاورة على الاقل، وربط نظام التأمين بارتكاب المخالفات وسحب الرخصة في حال تكرارها.
نحن بحاجة لخطوات صريحة وواضحة وحازمة لضبط المرور اما استخدام المرور السري فأراه انعكاسا لفشل الاسلوب الاداري المستخدم لادارة شؤون ادارة المرور. والله اعلم.
