عزيزي رئيس التحرير
كلنا سمع خبرا او قرأ قصاصة رسمت الأمل في نفوس كثير.. وهذا الأمر ليس بالجديدعلى بلد الخير والأصالة, ولكن المتميز في هذا الأمر هو اللفتة التربوية التعميقة التي تدل على قلوب حية وقادة يهتمون بأمتهم.
أعنى بالفكرة (الصندوق الخيري لمعالجة الفقر), وهو مشروع وطني رائد نادى به صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ ولكن بالتأمل في هذا المشروع سنعرف الفرق بينه ويبن الجمعيات الخيرية المنتشرة في كل المملكة بحمد الله والتي تؤدي دورها ايضا في مساعدة المحتاج, ورعاية الفقير واليتيم ولكن أبرز ما يميز هذا المشروع هو الرعاية والتأهيل.
فالرعاية هي: مد يد العون للضعيف والنفقة على الأرملة والمحتاج, وإطعام الجائع, وكفالة اليتيم, والبناء والأعمار وشتى صور التكافل الاجتماعي.
ـ والتأهيل هو: اعداد الفرد للاستقبال والاستغناء عن السؤال, وتوفير فرص تعليمية او تدريبية له ليكون لبنة فاعلة في المجتمع ومكتفية عن طلب العون من الآخرين.
ولا شك في ان هذه النظرة المهتمة بالتأهيل هي أبعد تأثيرا من نظرة المساعدة المقطوعة.. وفي الوقت الذي تنفق المساعدات الشهرية على الأسر لتنتهي في أطعمة وملابس مما تحتاجه الأسر فعلا نجد ان تأهيل فرد من هذه الأسرة سيكون عونا باذن الله لاستغناء الأسرة عن مساعدات الجمعيات, والاعتماد على رب الأسرة المؤهل بعد الاعتماد على الله عز وجل في توفير جميع الاحتياجات والمتطلبات.
ان المتأمل في الموضوعات المطروحة في الإعلام والمتطرق للفقر والعمل الاجتماعي سيجد انها تدور حول عدة محاور ومنها:
أولا: موضوعات مرتبطة تماما بالفقر ومتعلقة به تعلقا مباشرا.. كعرض لحالات الأسر التي تحتاج الى مساعدة سواء علاجية او إعانة مادية.
ثانيا: موضوعات تتعلق بأسباب قد تؤدي للفقر.
@ المخدرات.
@ التفكك الأسري والطلاق.
@ ترك التعيلم دون الحصول على شهادة مناسبة.
ثالثا: مواضوعات تتعلق بالجمعيات وانجازاتها.. كما يحدث في مشاريع جمعيات البر في مختلف المدن في المملكة.
رابعا: عرض لبعض الحالات التي تقاوم الفقر من خلال وظائف بسيطة لتعطي صورة مشرقة للكفاح والصبر والعفة والاستغناء, او في المقابل تلك التي ضعفت واستغلت الفقر للتسول او للممارسات الخاطئة كالسرقة وغير ذلك مما يقع فيه البعض نتيجة المغريات المادية والطمع.
وبعد الوقوف على هذه الموضوعات ستظهر على السطح عدة تساؤلات ومنها:
ـ ما الأسباب المؤدية للفقر؟
ـ هل لتكوين الأسر الاجتماعي. واعني عدد النساء في الأسر وسن المعال الصغير والأدوار التي يقوم بها المعال. لتعذر عمل المرأة لأي سبب.. هل لهذا كله علاقة بالفقر؟
ـ ما طبيعة عمل اللجان الخيرية في التعامل مع مشكلة الفقر وتغطية الاحتياجات للأسر.
ـ والنظر للمشاريع التي تهتم بها اللجان الخيرية.. يبدو هذا السؤال, هل هذه المشاريع تستحق الأولوية في أعمال الجمعيات والصندوق؟
ـ ما العلاقة بين مستويات التعليم المختلفة, والوظائف والحالة الاجتماعية, وعدد أفراد الأسرة, وغير ذلك مما يترابط ولا ينفصل عن بعضه؟
كل هذه التساؤلات وهذه المعطيات ستكون لبنات تساعد ـ الأخوة القائمين على هذا المشروع الضخم خاصة والأخوة المساهمين في الأعمال الخيرية ـ على الحد من الفقر ومعالجته.. وتأهيل أفراد المجتمع حتى أولئك الذين ربما يظن البعض انهم قد لا يصلحون لبعض الأعمال. ان الفقر والبطالة مشكلة تجتاح العالم كله بلا استثناء بل حتى في الدول الصناعية المتقدمة ولكن وجود قادة يفكرون في الأمة بهذه الصورة أمر نادر يبعث على الفخر.. ومشروع كهذا لا يجعلنا نتعجب من همة صاحب السمو ولي العهد ـ حفظه الله ـ بل يجعلنا نتذكر ان بعض الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر, ونحسب قادتنا في هذه البلاد من أهل الخير ومفاتيحه. وفي انتظار جديد لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية.. وتتحرق شوقا لانطلاق الإعلام في شرح فكرة المشروع بصورة أوسع ليقف عليه الصديق فرحا. وينظر اليه العدو حائرا مندهشا.. والله الموفق.
عبدالله بن علي السعد