كدت اكتب مقالا اثني فيه على الموقف الحاسم لأحد أعضاء المجلس البلدي لولا نفيه الخبر الذي استحق الثناء!
فقد نشرت صحفنا المحلية انه في خطوة لم يسبق لها مثيل رفع احد اعضاء المجلس البلدي دعوى قضائية على بعض اهالي المنطقة التي يمثلها لانهم تركوا أبناءهم يحطمون ألعابا جديدة كلفتها عالية في حديقة حديثة تم افتتاحها مؤخرا. انما في اليوم التالي نفى العضو خبر رفع الدعوى ربما خشي من عدم انتخابه مرة ثانية!!
خسارة .. كنت اتمنى ان يكون جادا في رفع تلك الدعوى اذ قد نكون بحاجة لتحرك يصل الى دعاوى قضائية نرفعها ضد هذا الاهمال و اللامبالة للممتلكات العامة, قد نكون بحاجة فعلا الى شرح بديهيات ومفاهيم وطنية لم تسنح لنا الفرصة بعد لممارستها بشكل فعال, انما اتيحت لنا الفرصة للتغني بها اناشيد و اغاني فحسب!
الا تلاحظون كيف يحوم كالصقر ذلك الشعور بالوطنية عند حدودنا السياسية فحسب و لا يتخطاها, طائرا محلقا حارسا و حاميا للسور من اي خطر خارجي او من عدو مغتصب مستعد لبذل الغالي والنفيس للدفاع عن حماها و الذود عنها و حتى الاستشهاد في سبيلها, ثم ما ان يعبر الحدود حتى يغط في سبات عميق لا يوقظه انقلاب الدنيا بمن فيها؟!
لا شيء يتحرك ولو بنسبة عشرة في المائة من ذلك الحماس عند هذا المواطن حين يحتاجه للوطن في نظافته في نظامه في ترتيبه في صحته في تعليمه في تنسيقه وتجميله اي باختصار حين يحتاجه الوطن في بنائه ونمائه.
سواحله و منشآته العامة ووسائل نقله العامة وأزقته و صحاريه ووسائل الاتصالات العامة وحدائقه ومتنزهاته كلها عرضة للتخريب من قبله ومن قبل ابنائه ولا يحرك ذلك مقدار انملة من الاحساس بالذنب يعادل احساس غفلته عن حراسة ثغوره وترك العدو كي ينسل للداخل.
قد نكون فعلا بحاجة لفعل شيء ما غريب ومثير كي نلفت انتباه الناس الى الدرجة الفظيعة من الضرر الذي يلحقونه بأوطانهم, قد نكون بحاجة فعلا الى مبدأ يصدر بحكم قضائي يحسم تلك القضية و يقر مبدأ تجريم العبث و الحاق الضرر بالممتلكات العامة كي يعاد الاعتبار لقيمة البناء لنعي انه يساوي فعلا في اهميته قيمة الدفاع!
انه وعي منقوص ذلك الذي نتبناه عن معنى "الوطنية" بحاجة الى اكثر من اناشيد وعرضات شعبية كي نعطيه قيمته الاصلية و كي نرسخه في وجدان ابنائنا!
*كاتبة بحرينية