قال باحثون جامعيون ان النمل المنزلي الصغير الذي يسمى النمل الارجنتيني الذي يكثر في المنازل في معظم انحاء العالم بدأ يتطور ويصبح اكثر عدوانية، بل انه يطرد انواع النمل المحلية من مستعمراتها.
ويعرف هذا النمل الصغير الذي يبلغ طوله حوالي نصف سنتمتر، ايضا باسم (نمل السكر) لشغفه بالحلويات.
ولا تتوسع مستعمرات النمل في امريكا الجنوبية الى اكثر من عدة مئات من الامتار الا انه عثر مؤخرا على (سوبر مستعمرات) لنمل قادم من الخارج، على امتداد كاليفورنيا واخرى تمتد 3600 ميل عبر اسبانيا وفرنسا وايطاليا، ومتفجرة بالحجم دون حدود تفرضها الآفات الطبيعية والاعداء المفترسون والمنافسون الطبيعيون.
ويقول الباحثون يتعرف النمل داخل المستعمرة الواحدة مع بعضه البعض حتى ولو جاء من مناطق تفصل بينه مئات الاميال.
ويكتشف باحثون في جامعة كاليفورنيا في دايفيس وجامعة بيركلي ان النمل يتكيف ويبدل سلوكه مع مرور الزمن.
وقد اكتشف تسوسوي الباحث في جامعة كاليفورنيا وريك سبرغ من دافيس واندرو سواريز من بيركلي، ان لنمل كاليفورينا تنوع جيني (وراثي) اصغر داخل السوبر مستعمرة، وذلك لصغر عدد مجموعة النمل التي اسست المستعمرة، واعضاء المستعمرة اكثر احتمالا بمهاجمة النمل المستعمرات الاخرى كأجانب.
ويؤكد الباحثون على ان الناحية الايجابية في هذه النزعة العدوانية ضد افراد مستعمرات النمل الاخرى تتمثل في ان التزاوج المختلط اقل انتشارا وبالتالي فان (زواج القربى) هذا سيؤدي يوما ما الى انهيار المجتمع النملي لغياب التنوع الجيني.
وكان الباحثون في كاليفورنيا قد ابدوا قلقهم من انتشار مستعمرات النمل التي تتزايد سيطرتها بعد ان اظهرت دراسات سابقة ان هذا النمل يشكل تهديدا لمحاصيل الحمضيات وللساحلية ذات القرن التي تقتات فقط بالنمل المحلي وهي لم تعد تعثر على الكثير منه.