كما نرى ونشاهد اضحى الاعلام عنصرا هاما من عناصر حياتنا ولذا اكتب هذا المقال بعد ان فرغت من مشاهدة حلقة من برنامج "ليالي الصيف" في قناتنا الاولى يوم الخميس 29/5/1423هـ والذي كان يبث مباشرة من قمة الجبل الاخضر في ابها وقد شد انتباهي بداية جمال الموقع الذي اختير بعناية والمطل على ابها الحالمة البهية وزاد من روعة الحال ذلك الضباب والرذاذ مع صوت الرعد البعيد كخلفية رائعة ابدعها الخالق جل شأنه في شهر من اشد الشهور حرارة (آب اللهاب)،،، الا ان ما افسد على وربما على غيري من المشاهدين، هو ذلك المستوى الذي كان عليه حال مقدمي البرنامج من ارتباك واضح وضعف مكشوف في ادائهما. وما حدث يا سادة ان احد المطربين الذي كان مقررا كما يبدو ان يكون ضيفا على هذا البرنامج قد اخلف وعده ولم يحضر ولم يقدر تكريم التليفزيون له ولا للمشاهدين، وهنا وبسبب هذا الغياب فقد تأثر بالتالي اداء هذين المذيعين بشكل واضح وظهرا بمظهر لا يسر المحبين للتليفزيون السعودي.وكان التأثر بارزا على احدهما الذي لم يعد يسيطر على اعصابه ولم يعد يضبط ما يقول وانتابتنا موجة من الضحك وكأننا نشاهد فيلما متحركا من افلام الابيض والأسود القديمة فقد كان يكثر من التحرك يمنة ويسرة ويقلب الاوراق في يده بشكل عصبي ويدير ظهره احيانا للمشاهدين كدليل على ارتباكه وقلقه ثم يذكر كلمات متقاطعه مثل "التواصل، ونتواصل ونتصل!!؟" وفجأة يقحم موضوع براءة الاطفال بعد ان لم يجد المخرج بدا من اظهار مجموعة من الزهرات الصغيرات ومن يحملن باقات الزهور كان مقررا على ما يبدو تقديمها لذلك المطرب، وكان يقاطع زميله ويلقي التهم على المتسببين في هذا الموقف فمرة على المطرب ومرة على الزحام المروري واخيرا على لجنة التنشيط السياحي!! وفي ختام البرنامج فوجئ المشاهدون بهذين المذيعين الطريفين وقد قاما من مقعديهما بعد ان اعياهما الانتظار وكان احدهما ينفس عن نفسه بقوله "يا جبل ما يهزك ريح!!!" وكان الاخر يقلب ناظريه بين السماء والارض ويعبث بردائه يمنة ويسرة في مشهد كوميدي قل ان نرى له مثيلا!!
والخلاصة ان ما حدث يصلح ان يدرس في كليات الاعلام لدينا لعلنا نتفادى ان يظهر علينا مذيعون على هذه الشاكله، لم يستطيعا انقاذ الموقف والتصرف في التقديم.. بهدوء وروية وبما يقتضي الحال واننا عندما نقسو في النقد فانما هو طمع منا في ان يظهر اعلامنا بجميع اشكاله على الوجه الامثل وخاصة اننا في عصر الفضاء المفتوح ومئات الملايين يشاهدون ويسمعون ما يبث من وسائلنا الاعلامية اضافة الى ذلك فانه يجب ان نقر ونؤكد على ان الاعلام اصبح يدار الان بعقليات وكفاءات مدربة وبحرفنة مهنية عالية ولا وجود ابدا لانصاف المؤهلين لانه لابد ان تقدم الاجود لتحظى بالسبق في منافسة شديدة اصبح فيها المشاهد على درجة عالية من الوعي والحكم على ما يقدم له وختاما فانه من المؤسف اننا لم نعد نرى من يسد فراغ الاعلاميين الرواد الذين تركوا الساحة خالية الا مما ندر ونتساءل عن السر الذي جعلهم متميزين وربما عملة نادرة؟؟؟
فهد الهاجري ـ ابها