رغم شراسة التطرف الاسرائيلي ومحاولته السباحة ضد التيار لكسب مزيد من الوقت بغية فرض امر واقع على الاراضي الفلسطينية غير مقبول من المجتمع الدولي بأسره الا ان مالا يقبل الجدال او الشك هو ان الاصوات الاسرائيلية المعتدلة الرافضة للتطرف تعلو بين حين وحين ولها تأثيرها الايجابي، ان في الوقت الآني او في مستقبل قريب، فهيمنة المتطرفين على العمل السياسي لايمكن بشكل عملي ان تطمس الاصوات الاسرائيلية المعتدلة التي تحاول السلطة الفلسطينية استمالتها نحوها بأساليب متعددة ولابد للعرب اجمعين ان يصغوا لتلك الاصوات جيدا رغم احتدام التوتر وتصاعده على ارض فلسطين، فلها تأثيرها الذي لابد من تشجيعه لتوعية الاسرائيليين اليهود بخطورة ماترتكبه قيادتهم من سياسات موغلة في الاخطاء مع الفلسطينيين، فأولئك المعتدلون مازالوا يحذرون من مغبة الفساد الذي وصلت اليه القيادة الاسرائيلية الحالية بأساليبها القهرية الظالمة التي ترسم بوضوح خطوط بداية النهاية للمشروع الصهيوني في المنطقة، واولئك مازالوا ينادون بأهمية قيام دولتين مستقلتين احداهما فلسطينية والاخرى اسرائيلية كما ينادون بتخلي شارون عن سياسته العنصرية داخل اسرائيل حيث تضخمت اشكال التمييز بين فلسطينيي اسرائيل ويبلغ تعدادهم اكثر من مليون نسمة، وبين الاسرائيليين النازحين في اعقاب التقسيم، فالمساواة الحقيقية بين مواطني اسرائيل العرب وسواهم مفقودة تماما رغم تشدق ساسة الدولة العبرية بالديمقراطية غير ان الفوارق بين الشريحتين في التعليم والاسكان والتنمية الصناعية والتشغيل والخدمات ونحوها واضحة في اسرائيل، فلابد والحالة هذه ان يصغي العرب باهتمام لتلك الاصوات المعتدلة ويحاولوا تفعيل اتجاهاتها الايجابية لنصرة قضيتهم المركزية العادلة.