DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

طالبة فلسطينية تمر قرب (الجدار العازل)

الجدار العازل يعمق الهوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين

طالبة فلسطينية تمر قرب (الجدار العازل)
 طالبة فلسطينية تمر قرب (الجدار العازل)
أخبار متعلقة
 
بالنسبة لطالبتي الطب الفلسطينية والاسرائيلية تراجي القدي ويال اورين فان الرحلة لحضور محاضرات في مستشفيين تعليميين بالقدس المحتلة محفوفة بالمخاطر الا ان الاسباب مختلفة تماما. يتعين على تراجي لكي تصل لمستشفى المقاصد بالقدس الشرقية تسلق جدار اسمنتي تحرسه الشرطة الاسرائيلية وان تسير لمسافة ساعة صاعدة تلا مرتفعا حتى تصل الى المستشفى، وتغلق نقاط التفتيش الاسرائيلية الطريق الى المستشفى الذي يمكن قطعه في عشر دقائق بالسيارة. وعلى الناحية الاخرى من الجدار تجلس يال في حافلة ركاب في رحلة الى مستشفى هداسا مرهقة للاعصاب، وترتعد الطالبة الصغيرة كلما توقفت الحافلة في محطة حيث تتفحص الصاعدين بعناية خشية ان يكون احدهم فلسطينيا يخفي قنبلة في حقيبة او تحت ملابسه. واقامت اسرائيل الجدار العازل البالغ ارتفاعه ثلاثة امتار الذي يفصل بين الطالبتين بدعوى منع دخول الاستشهاديين الفلسطينيين الى اسرائيل من الضفة الغربية. وسيقام بدلا منه في القريب جدار دائم ارتفاعه ثمانية امتار مغطى بالاسلاك الشائكة مع ممر مسيج ليقوم الجنود بدوريات يومية لمواجهة المتسللين. وقالت تراجي لقد صادروا حريتنا مشيرة الى ان الجدار لن يفلح كثيرا في منع هجمات المقاومة الفلسطينية وان الدوافع الاسرائيلية ابشع من ذلك بكثير. وتابعت لقد اخذوا القدس الشرقية منا. في اشارة الى نصف المدينة المقدسة الذي استولت عليه اسرائيل في حرب 1967. ومثل باقي الفلسطينيين تريد تراجي القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية في المستقبل. ويقطع الجدار بلا رحمة الحدود غير المرئية بين بلدة ابو ديس والاحياء المجاورة للقدس ويسميه الفلسطينيون سور برلين . وقد اصبح مثله ملطخا بالرسوم. وكتب احدهم بحروف عبرية كبيرة جيتو ابو ديس وربما كان طالبا بجامعة القدس المجاورة التي سيقطع الجدار حرمه على الارجح من النصف بحيث ستكون ملاعب الكرة على جانب وباقي الجامعة على الجانب الآخر. وتسمح الفجوات في الجدار المؤقت المقام حاليا للفلسطينيين بالتسلل الى القدس الشرقية لزيارة اقارب او بيع الطعام في الاسواق ويتسلل منها الاطفال جيئة وذهابا الى مدارسهم. واخذ طفل صغير يصرخ ماما ماما عندما رفعه رجل غريب لينقله عبر الجدار . ولقد توقف الطفل عن البكاء عندما تسللت الام من الجدار وامسكت بيديه. وتشعر محجبات بالحرج من نظرات الاخرين وهم يحدقون فيهن اثناء عبورهن عبر الجدار بحذر شديد بمساعدة البعض الذين ينتظرون دورهم في العبور. وتنظر سيدة مسنة تتوكأ على عصا عبر الجدار الى صيدلية على الجانب الآخر. وهي امام خيارين فاما ان تستأجر سيارة للتوجه الى الصيدلية واما ان يأتي الصيدلي عبر الجدار ويبيعها ما تريد عبر فتحة فيه. وتقوم يال برحلتها اليومية على متن الحافلة وهي تفكر بنتائج الهجمات الفلسطينية. وتقول لا يمكن للمرء ابدا ان يتأكد من ركوب حافلة والوصول على قيد الحياة الى مقصده. وبالنسبة للفلسطينيين فانه حتى رحلة قصيرة الى المدرسة او العمل او زيارة اقارب يمكن ان تستغرق ساعات اذا ما كان ثمة تكدس عند حاجز عسكري اسرائيلي او اذا ما اغلقه الجنود الاسرائيليون. تقول تراجي اشعر بالحزن عند وقوع تفجير لكن عندما اكون عند الجدار او البوابة ولا يسمح لي الجنود بالعبور فانني اشعر بالغضب الشديد. لا استطيع ان اشعر بالتسامح مع ذلك. وسيكون من حق تراجي على الارجح مع فلسطينيين مختارين عبور الجدار الجديد عبر خمس بوابات من الضفة الغربية الى القدس الشرقية. ويتذكر كثير من الفلسطينيين وقتما كان من الممكن التوجه الى شواطىء تل ابيب او الجليل في شمال اسرائيل قبل 1993 عندما بدأ الجيش الاسرائيلي في اقامة نقاط تفتيش للحد من حركة سكان الضفة الغربية وقطاع غزة. ومع عام 1996 شرعت اسرائيل في اغلاق الضفة الغربية لاشهر مما حال دون توجه عشرات الالاف من الفلسطينيين الى اعمالهم في اسرائيل. والآن فان تشييد الجدار العازل الاسرائيلي الذي هو مزيج من الاسوار والاسيجة يثير رعب الفلسطينيين الذين لكثير منهم وظائف او عائلات في المناطق التي تحكمها اسرائيل على الجانب الاخر. وقال رجل انهم يحولون ذلك الى سجن . الا انه بالنسبة لاسرائيليين كثيرين مثل يال الذين يقولون انهم يأملون في السلام مع الفلسطينيين فان مثل هذا الجدار هو الحل الوحيد برأيهم طالما استمرت العمليات الاستشهادية في اهداف اسرائيلية مع استمرار فشل مفاوضات السلام.