أخبار متعلقة
يتوجه غدا اكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة عراقية من مختلف المراحل الدراسية من الابتدائية الى الجامعات الى مدارسهم وجامعاتهم في ظروف أمنية صعبة قد تعرقل مسيرة التعليم للعام الثاني في ظل الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق والفوضى الأمنية التي ربما لن تصل الى نهاية مرئية.
ومع تحسب الأهالي من احتمال تعرض أبنائهم او بناتهم للاختطاف على أيدي عاصبات متخصصة تطالب بفدية مالية فان كثيرا من العراقيين ربما سيتعذر عليهم إرسال بناتهم الى الجامعات وابنائهم الصغار الى المدارس.
ويبدو ان هذا القلق المشروع بدأ يتسرب الى اكثر البيوت العراقية مما قد يخلخل المسيرة التعليمية وهو ما دفع وزارات التربية والتعليم العالي والداخلية الى الإعلان عن خطة لحماية الجامعات والمعاهد والمدارس في العراق يبد تطبيقها مع بدء العام الدراسي الجديد.
وقال مصدر في وزارة التعليم العالي العراقية لقد تم اعداد خطة عمل مكثفة وسريعة لضمان حماية المؤسسات التعليمية من العناصر المخربة وستتولى الشرطة العراقية تنفيذها من خلال كوادر مدربة تدريبا جيدا ومجهزة بالمعدات والوسائل المتطورة التي يمكن بواسطتها الحفاظ على أمن الجامعات والمعاهد والمدارس بمن فيها من طلبة وهيئات إدارية وتعليمية.
ويبدو ان هذا الأجراء قد تزامن مع بدء العام الدراسي الجديد وتواتر أخبار عن زيادة نشاطات عصابات الاختطاف وهو ما أكده وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية اللواء سمير الوائلي الذي أشار في تصريحات صحفية الى اختطاف 30 طفلا في منطقة البتاويين وسط بغداد بعد تلقيهم جرعا من المخدرات مشيرا الى ان مفارز الشرطة داهمت عددا من أوكار المجرمين في المنطقة وعثرت على الأطفال المخطوفين.
وعلى الصعيد نفسه أكد ان قوة الشرطة العراقية تعمل حاليا بنصف طاقتها حيث ان العدد المطلوب هو 12 الف شرطي وان العاصمة بغداد تمثل مركز جذب المجرمين في أنحاء العراق
السنة الدراسية الجديدة التي تواجه مشكلات أمنية تواجه أيضا مشكلات في سير العملية التعليمية فهناك اكثر من 30 الف معلم ومدرس وأستاذ جامعي تم فصلهم من وظائفهم لانتمائهم الى حزب البعث المنحل ، مما ترك فراغا كبيرا في الطاقم التدريسي للجامعات ، والأمر الذي اضطر مجلس الحكم للتراجع عن قراراته في اجتثاث البعثيين ومناقشة إعادة هؤلاء المدرسين الى أماكنهم في خطوة يجري الإعداد لها وبحثها على أعلى المستويات في مجلس الحكم ووزارتي التربية والتعليم العالي.
وإذا كانت المدارس العراقية الابتدائية والثانوية قد شملها الاعمار ضمن خطة لسلطة الاحتلال في العراق وأصبحت مهيأة لاستقبال الطلبة ترافقها استعدادات لتوزيع المناهج الدراسية التي طبعت حديثا بعد سقوط نظام صدام، فان الجامعات والكليات بقيت بحاجة كبيرة الى إعادة الاعمار والترميم بعد ان شهدت عمليات نهب واسعة اثر سقوط النظام، حيث تم تدمير اغلب المختبرات العلمية وقاعات الدروس مع نقص كبير في المقاعد الدراسية وأثاث غرف الأساتذة الذي يعوض حتى الآن الا في بعض الكليات.
وهو ما يمكن ان يعرقل مسيرة التعليم لهذا العام بعد ان مرت السنة الدراسية الماضية بأصعب مراحلها التاريخية في العراق بسبب الاحتلال والخراب الذي حل بالبلاد، حين اصبح وبسبب تلك الظروف دوام الطلبة في الجامعات لمدة أربعة أيام في الأسبوع، ولم يتم استكمال المناهج الدراسية، وكانت الحقيقة التي يعرفها الجميع من الطلبة والأساتذة هو ان عودة الحياة الدراسية لم تكن بالمستوى المطلوب، وانما كانت بهدف إشعار الناس بان الحياة بدأت تعود الى طبيعتها المعتادة وكان الجانب الإعلامي والدعائي لعودة الدراسة اكبر بكثير من حقيقة وجود عملية تعليمية، حيث ظلت بعض المدارس والجامعات منذ العام الماضي وحتى الآن تشكو نقص الطلبة والأساتذة والمستلزمات الطبيعة لانجاح مسيرة التعليم ،خاصة بعد ان قامت السلطات الأمريكية في العراق بفصل 40 مديرا عاما من وزارة التربية مما اربك العملية التعليمية في الوقت الذي كانت تستعد فيه المدارس لاداء الامتحانات.
ضبابية المشهد التعليمي وعدم وضوحه قد تتكرر هذا العام مع عدم حسم الكثير من حالات
التدهور الذي اصاب المسيرة التعليمية ومع الفوضى الأمنية التي ترهق الكثيرين وتجعلهم ينظرون الى المستقبل بعين واحدة دون رؤية أفق منظور واضح.
طالبات في اليوم للدراسة