كنت اعتقد ان لغة تقديم المعاريض انتهت من زمن وان كتاب المعاريض الذين كانوا يجلسون امام عدد من الدوائر الحكومية قد انتهوا ايضا حيث من اكثر من عشرين عاما كانت هناك نسبة كبيرة من الأمية والآن اذا كان المنزل فيه نسبة فلابد من وجود شخص او اثنين يقرأون ويكتبون وبهذا فقد انتهت مناظر كتاب المعاريض اما لغة اكتب معروضا فكنت اتصور انها انتهت ايضا ولكن فوجئت ذات مرة وانا في زيارة لاحدى الدوائر الحكومية التي تعاقب على رئاستها مسؤولون يحملون مؤهلات جامعية عليا انهم مازالوا يتحدثون مع المراجعين بلغة (اكتب معروض) وهات احوله على الجهة المختصة.المضحك في الأمر: ان احد المراجعين نفذ التوجيهات لانه لا حول له ولا قوة وليس لديه وساطه وبالفعل فهذا المسكين قام بكتابة المعروض وقدمه الى المسئول وقام المسئول بالشرح عليه وطلب منه التوجه الى مسئول آخر الذي قام بدوره بالشرح على نفس الخطاب وقام بتوجيهه الى رئيس القسم حيث قام الثالث بتحويل هذا المراجع الى الموظف المختص وحينما وصل المراجع الى الموظف قال له راجعني الاسبوع القادم واخذ الخطاب بعد ان امتلأ من الشروحات والتواقيع وحينما هم المراجع بالخروج من هذه الادارة مستسلما من الواقع المرير واجهه احد اصدقائه ويعمل حارس أمن وسلم عليه وسأله (شعندك هنا) فشرح له حاجته فقام صديقه واخذه من يده وذهب به الى الموظف المختص وقال له ان هذا الشخص صديقي وقام الموظف المختص بانهاء موضوع هذا المراجع بالهاتف وانتهت مشكلته وسلم له الخطاب الذي امتلأ بالشروحات والتواقيع من اول مسئول الى آخر مسئول فضحك المراجع ورجع الى المسئول وقال له شكرا لك انتهى الموضوع وليتني كنت اعرف من اول ان الحارس هو المسؤول الفعلي كان ماجيت ولا تعنيت.
اليست هذه مأساة؟!