DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

شمال شرق

شمال شرق

شمال شرق
أخبار متعلقة
 
للمسجد دور كبير وهام في تنشئة الإنسان المسلم ورعايته منذ طفولته فهو يتعدى كونه مكانا لأداء الصلوات والعبادات والقربات إلى الله سبحانه وتعالى وتجلى ذلك الدور واضحاً في صدر الإسلام حيث التقى فيه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وصحابته رضوان الله عليهم للتشاور في تأسيس الدولة الإسلامية ومنها انطلقت الغزوات التي نجمت عنها الفتوحات الإسلامية واحتضنت الجميع من اجل تزويدهم بالعلوم بأنواعها في القرآن الكريم والحديث والفقه والتوحيد والتربية وغيرها وبهذا وغيره اضطلع المسجد بدوره واستمر هذا الدور ولكنه وللأسف الشديد اقتصر في وقتنا الحاضر على أداء العبادات وبعض دروس حلق القرآن الكريم وبعض المحاضرات ولا ندري لماذا ذلك الانحسار في الأدوار ومن يستطيع أن يعيد دور المسجد واعتقد ان الإمام هو الذي يستطيع أن يقوم بذلك لأن الإمام دوره يتعدى إمامة المصلين في الصلوات الخمس وإلقاء خطبة الجمعة وقراءة بعض الأحاديث بعد أداء أحد الفروض لأنه من المتوقع منه أن يكون المعلم لجماعة الحي لأمور التوحيد والعقيدة والفقه وتبصيرهم بما يجهلونه ويسعى بحكمته وسدادة رأيه إلى إيجاد بيئة اجتماعية طيبة تسودها المحبة والإخاء والتعاون بين أعضاء الحي ويوطدها بالزيارات واللقاءات الأخوية والوساطة المحايدة لحل النزاعات إن وجدت بين أحد منهم وتلمس حاجة الضعيف منهم والعمل على مساعدته بواسطة ميسوري الحال وبهذا يحقق التكامل الاجتماعي واكبر الأدوار هي رعاية النشء الصغير من أبناء الحي والعمل على أن يكونوا حمامات مسجد وذلك بالترغيب في هذه الشعيرة وهي أحد أركان الإسلام الخمسة وهذا يتطلب معرفة ودراية بالنواحي السيكولوجية والاجتماعية للأطفال لأنها مفتاح الوصول إلى تشكيل شخصيتهم الإسلامية ولا يمنع من الاستفادة من سكان الحي أنفسهم لأنهم أولياء أمور لأولئك النشء على ألا يغفل دور المرأة والفتاة والطفلة لان لهن حقا في ذلك أيضا وتضطلع بذلك الأدوار نساء الحي المربيات والفاضلات وهذا يتطلب إيجاد مكتبة سمعية وبصرية بها تقنية حاسوبية وقاعة دراسية منها ما يخص الذكور ومنها ما يخص الإناث ولأن الطفل يحتاج إلى عنصر جذب ولأن لغة هذا العصر هو الحاسوب وعالم الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) فليكن ما يقدم من علوم وإكساب للقيم والسلوكيات الحميدة الحسنة باستخدام ذلك وبذلك نكون قد اكسبنا الناشئة الطريقة المثلى لاستخدام هذه الوسيلة الاتصالية المعلوماتية العالمية الرائعة ولعلي أسوق هذا اثر التجربة الناجحة التي قام بها إمام وخطيب جامع بلودان الكبير بالجمهورية العربية السورية الشيخ عبدالفتاح أنيس، حيث استطاع ان يعيد للجامع دوره واستقطب أو بالأصح استمال قلوب الأطفال الذين يعيشون في بلدة صغيرة غالبيتها معتنقة المسيحية وفي وقت وجيز وفقه الله وزاد عدد المصلين واصبح محوراً هاماً في حياتهم وكان لهم بمثابة الأخ والصديق والمستشار للكبار وأب حنون للصغار وجعل كل شيء أمام النشء متاحا فالمكتبة السمعية البصرية مفتوحة لأوقات طويلة من بعد صلاة الفجر وحتى بعد صلاة العشاء وحلق تحفيظ القرآن الكريم وقاعات الدراسة الشرعية مفتوحة واستطاع أن يخرج جيلا مسلما رائعا رغم المدخلات والمخرجات التي يعيش في وسطها أبناء تلك البلدة وأنا أورد هذه التجربة لأقول ان المسجد نجح واضطلع بأدواره في مثل تلك البيئة وأنا اجزم بان نجاحه سيكون اكبر في بيئتنا الإسلامية وهناك تجارب مماثلة ولكنها فردية نأمل أن تعمم بتعاون الوزارات والهيئات ببلادنا كوزارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد ووزارة المعارف وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم والرئاسة العامة لرعاية الشباب وغيرها من الجهات المسؤولة عن التربية والتعليم لبلادنا . وقد يحتاج الأمر إلى إعداد للائمة وهذا أمره بسيط وأملنا في أن نرى ذلك قريباً من اجل اعداد جيل مسلم متطور .