الحياة العقارية عندنا تتغير بالفعل ، وهي لم تعد مساهمة تقليدية ، ولا حراجا متوارثا ، ولا مكتبا ضئيلا بلوحة و مكتب وكرسيين ..لقد صار العمل العقاري، أو أنه يتحول بثبات، إلى صناعة..
وعندما نقول صناعة فإننا نتقصد حقلا من الأعمال قائما بكل نواحيه العملية، واتساعه الإنتاجي. والأهم في أي صناعة هو التجديد والابتكار، والتجديد والابتكار في أسمى معانيهما عندما يكونان في مقصدهما الربحي وهذا هو المنطق المفهوم ، ويكونان ذا مردود نافع في الدائرة الاجتماعية وهذا هو الدور المرجو والمأمول.. لم ألبِّ دعوةً لحضور معرض أو مناسبة تجارية منذ زمن متلهيا في أمور أخرى ، على أنني زرت معرض العقار ولم أندم لحظة ،بل سررت كل السرور.. لم أكسب أرضا ، ولا قدرت أنني سأؤسس مساهمة مع المؤسسين، ولكن رأيت كل أصدقائي سواء العارضين منهم ، أو المهتمين والزائرين وكأننا في حفل تجمعي .وكنت أحرص أن أقول لصديقي الفاضل خالد القحطاني و زملائه بأن المعرض كان " حركة" فيها توجهات من إبداع يبدو أن وراء هذه الحركة الكثير .. ما رأيت معرضا للعقار في مثل معرضنا هذا، أقول ذلك وأنا ممارس في المعارض وزرت وفكرت في المعارض من هذا النوع .. لم يكن لشركة المعارض أو مؤسسة وحيدة أن تقيم معرضا أنيقا متطورا لأول مرة في هذه القشابة والإبهار، إلا لأن عقولا نابهة تضافرت، وكانت تبحث عن شيء آخر مع الربح ، كانت تريد الإثبات أن العمل العقاري من الممكن أن يطور وأن نتفوق فيه على الآخرين، بعد أن كان خاملا كسولا جشعا منذ عرفنا، ومنذ عرفناه.. يجب أن أقول للأستاذ الصديق ابراهيم العليان وللأستاذ عبداللطيف البنيان إن اللجنة العقارية في الغرفة صارت مفرقا في كل لجان الغرف في البلاد .
