DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

التلطف مع الطلاب

التلطف مع الطلاب

التلطف مع الطلاب
أخبار متعلقة
 
قد يظن البعض أن التعامل مع الطلاب أمر صعب، يحتاج إلى جهد كبير، يتمثل في معرفة بيئة الطلاب ومعرفة أخلاقهم ونفسياتهم. والحقيقة أن الطلاب لا يريدون كل هذا الجهد لاكتشافهم، بل يحتاجون المعاملة الطيبة التي نقتبسها من حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (الدين المعاملة). ومن منطلق هذا الكلم النبوي العظيم أضع بين يدي القارئ، لاسيما المعلم هذه الإشارات التربوية في فن التعامل مع الطلاب. وأتمنى أن ينطلق المعلم منها دون تأخر. أخي المعلم: ضع نصب عينيك قبل أن تدخل الفصل حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: (حُرم على النار كل هيّن لين)، ومن أراد أن يزحزح جسده عن النار فليكن هينا لينا سمح النفس. إذن المعلم يحتاج إلى اللين لماذا؟ لأن قدوته في الأخلاق عامة هو المعلم الأول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، خذ هذا المثال: دخل رجل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يريد الصلاة، فلما انتظم في الصف وكبّر إذا برجل يعطس في الصلاة. فقال له مشمتا: يرحمك الله. فأشار له الناس أن اسكت. وراحت عيونهم تلاحقه مؤنبة له على سوء فعلته، فقال لهم: ويلكم ثكلتكم أمهاتكم، مالكم تنظرون إلي هكذا، فلما قضيت الصلاة كاد الناس أن يبطشوا به. فقال لهم رسول الله أن دعوه، ثم دعاه وأجلسه بجانبه، وكلمه. أتدرون ماذا قال له؟ و ما كان شعور هذا الرجل! لله در رسول لله صلى الله عليه وآله وسلم، لم ينهرني، ولم يزجرني، ولم يعنفني، بل تبسم في وجهي وقال: (إن مثل هذه الصلاة لا يصح فيها شيء من كلام الناس)، فقام الرجل وهو فرح غير مغضب أو محرج. اتأملت أيها المعلم هذا الموقف؟ لو لم يفعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذلك لما استطاع أن يجمع الناس من حوله، وصدق الله العظيم إذ يقول (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك(، والطالب ماذا يريد من المعلم؟ لا يريد منه إلا الخلق والعلم. أخي المعلم: لا يخطر ببالك أن التلطف واللين مع الطلاب يضعف من شخصيتك. تذكر أن الطالب المتمرد لا يناسب معه العنف أبدا، فالعنف لا يولد إلا العنف، واللين لا يولد إلى الاستجابة والمحبة، ومن جرب عرف! لماذا اللين مع الطلاب؟ لأنه صفة الأنبياء، قال تعالى مخاطبا موسى وأخيه عليهما السلام: (فقولا له قولا لَّينا لعله يتذكرُ أو يخشى(، هذا مع فرعون فكيف بمن حولنا وبأبنائنا خاصة؟! كان أحد الطلاب الذين لا أدرسهم يُعرف من قبل المعلمين والطلاب أنه طالب مشاكس، وذا مزاج غضوب. التقيت معه في حصة الرياضة، وكان لا يلعب، فأخذتُها فرصة، وسلمتُ عليه بحرارة، ,أخذت أسال عن أحواله الدراسية، فأخذ هذا الطالب يتكلم عن نفسه، وكنتُ أصغي إليه باهتمام وأصدقه، حتى إذا ما انتهى من كلامه، أثنيتُ عليه وامتدحته، وقلت له كثّر الله من أمثالك، ووفقك في دراستك. فصار هذا الطالب كلما رآني سلم علي، وحرص أن أعرف عنه التعامل الطيب مع الجميع.. أرأيت أخي المعلم كيف أن صفة التلطف واللين قد أثرت في هذا الطالب. إن هذه الصفة تجعل منك معلما مميزا ومحبوبا لدى الجميع طلابا ومعلمين. @@ محمد عبدالله العامر ـ مشرف تربوي بإدارة التعليم بالأحساء