DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. وسمية عبدالمحسن المنصور

د. وسمية عبدالمحسن المنصور

د. وسمية عبدالمحسن المنصور
أخبار متعلقة
 
انه الشيخ حمد الجاسر علامة الجزيرة وعلامتها الذي كانت جامعة الملك سعود ضيفة على مائدة علمه وجهوده في حقول المعرفة وذلك في ندوة علمية انعقدت في رحاب الجامعة في يومي الثلاثاء والاربعاء 4 - 5/8/1424هـ. الحديث عن الشيخ العلامة يدخل المرء في بحر من العلوم كل منها يصب في الآخر ويتفرع منها روافد وبحيرات لكل لون وفي كل خير ولن اضيف الى الشيخ ان تحدثت عنه فتلامذته ومحبوه لم يغفلوا عن شيء في الكتاب الذي صدر عن مركز حمد الجاسر الثقافي بعنوان (علامة الجزيرة في عيون الآخرين) لكني سأتحدث عن الندوة التي عقدتها جامعة الملك سعود وحددت الهدف من الندوة انه : (تقديرا من جامعة الملك سعود لجهود الشيخ الجاسر في خدمة هذه البلاد وتراثها الثقافي والعلمي) كما جاء في مقدمة مستخلصات ابحاث الندوة فجعلت غايتها من الاحتفالية العلمية في جانبين : الوطني ممثلا في (خدمة البلاد) والعلمي (تراثها الثقافي والعلمي) فالشيخ كان - رحمه الله - رجلا وطنيا ظهر ذلك جليا في نظراته الاصلاحية وحرصه على الوحدة الوطنية ورحابة الفكر المحلل الناقد، ودأبه على تحفيز كل جهد يأخذ بالمجتمع والوطن الى مشارف المستقبل. اما جهوده العلمية فقد كانت محور اوراق الندوة التي تضمنها كتيب مستخلصات ابحاث الندوة اصدرته الجامعة على ان تصدر الابحاث كاملة لاحقا. الجديد على القارئ ليس الانتاج العلمي للشيخ ولا مستوى ابحاث الندوة فالتميز في الحقلين معهود لكن الجديد هو تلك المشاعر الانسانية التي اسبغتها اسرة الشيخ على الندوة وضيوفها، ففي القسم النسائي حيث كنت اتابع الندوة مع زميلاتي في جامعة الملك سعود كانت اسرة الشيخ ممثلة في حرمه الجليلة وكريماتها يتابعن الندوة ويرعين الحضور بكرم عال وطبيعة اصيلة، رأيت في عيونهن جميعهن بريق دمع يجلله فخر واعتزاز، وفي المساء اثناء حفل اقامته الجامعة لتكريم الضيفات ادرت حوارا جانبيا مع (ام محمد) التي اخبرتني بأنها كانت تتابع في ابحاث الندوة شريط حياتها مع الشيخ الذي كان لها معلما وصديقا وداعما، كانت تترحم عليه ووجد الذكريات ينال منها فتكابد دمعا عزيزا وتلتفت الى كريماتها فتجد فيهن الى جانب علمه الامل الذي قضى حياته من اجله فكلهن احرزن تعليما عاليا ويعملن على خدمة وطنهن وهو ما كان يدعو اليه. تناولت الندوة جهود الجاسر العلمية لكننا حرمنا من الابحاث التي تمس جانبه الانساني وتقارب ذلك الشيء الخاص في شخصية الشيخ وعلاقته بمن حوله فقد كان في جدول الندوة بحثان يهتمان بالجاسر الانسان تنازل الباحثات عن دورهما لاستاذين جليلين ضيفين قدما الى البلاد للمشاركة في اعمال الندوة احد البحثين اللذين لم يعرضا كان عن حمد الجاسر وحقوق المرأة لكريمته الدكتورة مي الجاسر وقد جاء في ملخص البحث : (ان القلة هم الذين يعرفون دور الشيخ الحضاري في الاخذ بيد المرأة في وقت كان التعليم فيه عزيزا على الرجل، ولقد نادى الشيخ منذ بدأ كتاباته الاولى بأعلى صوته مطالبا بتعليم المرأة ولاقى في سبيل ذلك ما لاقى ولكنه مضى مدافعا عن آرائه. ثم وبعد ان تحققت احلامه وفتح التعليم ابوابه للمرأة تطور موقفه، فأصبح ينافح عنها ويطالب بحقها في المجالين الهامين : البحث العلمي والعمل الاداري). اما البحث الآخر فهو وقفات عن بعض جوانب شخصية الشيخ وقد توقف الباحث أ. د. عبدالعزيز بن ناصر المانع عند ثلاث محطات : شخصيته الانسانية والمتواضعة والساخرة واشار الباحث في ملخص بحثه ان ذلك الرجل كان له من اسمه نصيب فهو العنيد في الدفاع عن الحق، المتشدد عن قناعته العلمية في خصوماته مع مخالفيه في الرأي. ان ما في هذين البحثين كان سيضىء جانبا لا يعرفه كثير من الناس عن الشيخ ولعل في مخزون ذاكرة حرمه الجليلة وافراد اسرته وتلامذته ومحبيه المواقف التي تكشف تبسطه وما يمتعه بعيدا عن العلم الجاد واخبار التراث أرى ان من مهام مركز حمد الجاسر الثقافي العمل على استكمال البحث في جوانب شخصية الشيخ (الانسان) كما أرى ان يوجه نداء الى محبيه في كل انحاء المعمورة شرقا وغربا ممن كان الشيخ يراسلهم على ان يزودوا المركز بنسخ من تلك المراسلات التي تروي في طياتها تعليقاته العلمية ومناقشاته النقدية ففيها نظرات جادة قد لا تكون مدونة في انتاجه فما يدور في المراسلات له سمة علمية خاصة تستحق الوقوف عندها. رحم الله الشيخ ونفع الامة بعلمه.