أخبار متعلقة
لاتزال الفضائيات العربية بعيدة عن الاختيارات الحقيقية للمشاهد العربي الذي بدأ يعتاد ما تقدمه له هذه القنوات بسبب غياب البرامج البديلة التي ترضي ذوقه واختياراته، وعلى الرغم من قلة البرامج الجادة التي تقدم عبر بعض الفضائيات، الا ان جل هذه البرامج يدخل في اطار السطحية..(اليوم) اجرت الاستطلاع التالي:
ذكر سعيد الدخيل (مستشار قانوني) ان الثورة المعلوماتية تأثيرها اقل من الثورة الفكرية والثقافية التي تلاحق الشباب والعامة في كل شىء حتى مظاهر الحياة، ويشير الى ان القنوات الفضائية يجب ان تحد او تقلل من البرامج الهدامة التي لا تصب في مصلحة المجتمع ويحب على المسؤولين ان يعوا ان لما تبثه هذه القنوات آثارا قوية يكون لها ردود افعال بعد ذلك عند الشباب.
ويؤكد الدخيل ان البرامج السطحية اكثر من البرامج الهادفة ومما يعقد المشكلة ويفاقم من تأثيراتها السلبية غياب برامج بديلة موجهة للمرأة والطفل والشباب الذين يسعون الى مشاهدة برامج مفيدة ومناسبة في ظل انتشار ثقافة فضائية سهلة الاستقبال والاستخدام بينما تحتاج ثقافة الكتاب الى جهود ومثابرة ووقت مما يدفع الشباب والاطفال والنساء الى الثقافة الفضائية.
انقسام الحوار
محمد العثيم: الانتشار البغيض للقنوات الفضائية يعود للتنافس الشديد فيما بينها وهذا الانقسام في الحوار خلق جدلية من التشتت بمعنى انه لم يتشكل رأي واحد في المجتمع لغياب مشروع ثقافي كبير في سياق واحد، وعلى هذه القنوات الفضائية التي بدأت بثها تقريبا قبل 10 سنوات ان تلغي فكرة ابواب الملاهي المغلقة وهي فعلا ادخلت الشباب والعامة الى ابوابها وهم في منازلهم وسهلت الرؤية التي كانت ممنوعة عليهم من قبل، لكني اعتقد ان كل هذه القنوات لم تعد كما كانت بجاذبيتها الاولى، بل اصبحت تقوم بالبث غير المجدي، وغير المحدد مما يصعب على الباحثين تحديد الاثر وحجمه في المجتمع ولابد من اخذ آراء الشباب لانهم اكثر اطلاعا ومتابعة ومعرفة بحجم التأثر - سلبا وايجابا - واسبابه، ذلك ان الفضائيات نقلت الكثير من الغرب وافكاره التي لاتتواءم مع مجتمعنا العربي والاسلامي وغابت عن هذه الفضائيات برامج الفنون، المسرح، السينما، والتشكيل الخ، وفي احسن الاحتمالات تجد ان هذه القنوات اهتمت بالاغنية العربية واعطتها حيزا كبيرا كما نشرت الشعر الغنائي الشعبي على اساس انه معطى ثقافي عربي واستبعدت البرامج الثقافية فيما ظهرت في الفترة الاخيرة محطات جديدة تزعم انها محافظة وتبث بطريقة تفيد شرائح معينة من المجتمع، لكن كل القنوات الفضائية تدور في نفس الفلك.
فاطمة الصاعدي (اعلامية): القنوات الفضائية تؤثر على الشباب لانهم طبقة مراهقة ولكن يجب ان ندرك ان اغلب ما يبث في تلك القنوات ليس ثقافة بل انها افكار هدامة تصب لخدمة الغرب ولخدمة تفكيرهم المنحط، ولست اعلم لماذا تدعم تلك القنوات الكثير من البرامج التي تروج للفكر الهدام، يجب ان تدعم برامج تلك القنوات البرامج الفكرية والثقافية والبرامج التي تقدم معرفة معلوماتية للجميع، وثقافة الكتب اعتقد انها اصبحت من المظاهر القديمة وربما السبب يعود الى غلاء اسعار الكتب ولعدم وجود وقت كاف لكي يستطيع البعض القراءة التي تصب في زيادة الثروة المعلوماتية.
وثقافة الكتب اهم من ثقافة الفضائيات لان ثقافة الكتب تصنع الشاعر والمبدع والمثقف، اما ثقافة الفضائيات فانها ثقافة وقتية وليس هناك داع لجذب الشباب لمتابعة تلك القنوات التي تقدم لهم سمومها وافكارا غير مناسبة لواقع مجتمعنا المحافظ والمسلم.
سعيد الدخيل