يجب أن تنتهي الكراهية قبل أن تمتد صلات التجارة مع الشرق الأوسط . السبب إن التجارة والثقة تمضي يدا بيد ، أما التجارة والإرهاب فلا تصلح لتكون ثنائيا . هذه هي الحقيقة التي يجب ان نكافح اليوم من اجلها ويناضل لأجلها رؤساء الشركات الامريكية والمسئولون الحكوميون والقادة العرب والوزارات . وفي منتدى التجارة بالمشاركة بين الولايات المتحدة والعرب في ولاية ديترويت - وهو منتدى طموح - يسعى من اجل ان تكون التجارة جسرا للحرية فى الشرق الاوسط. إدارة بوش تعتبر اتفاقات التجارة بمثابة سلاح هام جدا في الحرب ضد الإرهاب على أمل أن تكون الصلات الاقتصادية القوية بين أمريكا والشرق الأوسط حافزا لإزالة التوتر وسوء الفهم المتزايد . إن الدول العربية ناضجة بما يكفي للاتجاه للتنمية ولاشيء يقف أمام تحقيق حلم الشراكة الاقتصادية والتجارية إلا الكراهية فقبل حدوث تدفق للدولارات والسلع والموارد يجب أن يهيأ لها مناخ من الثقة ، وأن يحتمل القادة العرب عبء خلق هذا المناخ .إن نقل السياسة الامريكية للمنطقة بما في ذلك الولاء والإخلاص لإسرائيل كدلاله على الصداقة الحقيقية أمر ضروري ، وربما هناك أشياء على الولايات المتحدة أن تقوم بها لتحسين صورتها الذهنية . العقبة الأساسية في هذا السبيل هو رفض الكثير من الدول العربية التخلص النهائي من الإرهاب فمازالت هناك مجتمعات عربية تجد أعذارا للإرهاب خاصة فيما يتعلق بإسرائيل ولايزالون يقدمون الدعم المالي للجماعات الإرهابية ويجدون لهم مأوى داخل أراضيهم ويسامحون المتطرفين على العنف الذي يقومون به ففي العديد من هذه الدول - المدارس تعلم الكراهية والجوامع تبث البغض وتنشر الصحف ووسائل الاعلام في دعايتها كره اسرائيل وامريكا والغرب .في مثل هذه البيئة يصبح من الصعب خاصة للأمريكيين أن يستثمروا اموالهم .هذا هو التحدي الذي يواجه القادة العرب الذين يشتركون في الرؤية التي تنادي بالتوسع في التجارة والاقتصاد النتيجة ان القادة العرب عليهم أن يعملوا بصدق لتغيير المناخ الخاص بدولهم والتوقف عن استهداف الغرب والشك في نوايا امريكا لتحقيق مكاسب سياسية .عليهم ان ينقوا انظمة التعليم وان يقدموا مضامين اعلامية واضحة ويعملوا على تحسين مستوى الفرد والقضاء على الفقر وقبول اسرائيل ليس فقط كدولة لها حق الوجود ولكن كشريك نافع وجيد في التعاون الاقتصادي .فقد تفتح التجارة الباب للحرية وتحسن مستويات دخول الافراد ومعيشتهم .. ولكن قبل كل ذلك يجب علينا ان ننهي الحساسيات التي تعاني منها المنطقة العربية . ديترويت نيوز