فشلت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الوصول إلى اتفاق بين الأعضاء بشأن دور الأمم المتحدة في العراق. حيث طالبت الدول الولايات المتحدة بنقل السلطة للعراقيين وإفساح المجال أمام الأمم المتحدة لتولي هذا الشأن. كما طالبت فرنسا بإرسال قوات حفظ السلام الدولية إلى العراق لحفظ الأمن هناك.
كما ظهر هذا الفشل جليا من خلال عدم إشراك فريق الأمم المتحدة الذي اصدر تقريره عن تطوير الكيان العربي. فمنذ اكثر من عام اصدر حوالي 30 عالما ومحللا سياسيا عربيا يعملون في برنامج الأمم المتحدة للإنماء تقريرا اتهم الدول العربية بالتخلف السياسي والاقتصادي، وضيق أفق الشباب الناتج عن تدخل السياسة الحكومية في التعليم ، بالإضافة إلى نكران الحقوق الأساسية للمرأة مما قوض الاقتصاد العربي. كما شد الانتباه إلى عدم وجود إعلام حر وحياة ديمقراطية سليمة في الدول العربية.
ثم طرح هذا التقرير مخططا لحل هذه الأزمة عن طريق الإصلاح التربوي الشامل من خلال توسيع فرص التعليم العالي المفتوح والتربية البعيدة عن التشويش الأيديولوجي. والبعد عن نظريات التعليم التقليدية وتغييرها من طريقة التكرار المتبعة إلى طريقة التفكير لاستنتاج الحلول. كما وضع التقرير برنامجا لتعليم المرأة وطالب القطاعين العام والخاص بتوفير فرص عمل للمرأة للمشاركة في دعم الاقتصاد العربي. كذلك ركز التقرير على أهمية وجود إعلام عربي خال من السيطرة الأيديولوجية. باختصار، اشار التقرير الى العديد من التحديات المعيّنة التي تواجه العراق بعد الحرب. ولانه كان عربيا، فقد لقي هذا التقرير صدى واسعا عند العرب وبين المثقفين والمبدعين العرب. والآن أمام الولايات المتحدة والدول الديمقراطية فرصة كبيرة لاعطاء هؤلاء الخبراء والمحللين دورا في إعادة بناء العراق بناء ديمقراطيا. فما من أحد أقدر منهم على ذلك.
هذه المشاركة الفعالة من جانب هذا الفريق العربي الى جوار الامم المتحدة وقوى التحالف سوف تضع حدا لهواجس الدول العربية والعالم تجاه نية الولايات المتحدة نحو الاستعمار . هذه الطريقة أيضا ستعطي العرب مزيدا من الفخر حيث سيشاركون بانفسهم في إعادة بناء العراق. كما سيكون لنجاح هذه الطريقة الأثر الأكبر في تشجيع الدول العربية للانقلاب على حكوماتها القمعية والاتجاه نحو الحرية و الديمقراطية . واشنطن بوست الامريكية