في إحدى الليالي الجميلة كنت جالسا في منزلي أتابع مباراة فريقي عشقي الأول والأخير وكانت هي المباراة النهائية ولا أتذكر مع من كانت وما اعرفه بأنها كانت في زمن الثمانينات وتوج الاتفاق بطلا فيها، وبينما كان الاتفاق يتسلم جوائزه أحسست بالنعاس لإحساسي بالملل من كثرة مشاهدة فريقي وهو يحمل الذهب، لدرجة أني قلت في نفسي ( والله الاتفاق نحيس يأكل الأخضر واليابس ) ولن تصدقوني عندما أقول لكم بان نومتي كانت نومة أهل الكهف ولم استيقظ إلا من يومين فقط، خرجت بعدها إلى العالم الجديد وذهلت لما رأيته من مبان ضخمة وسيارات فخمة، فأخذت أتحدث لبعض الأصدقاء الذين لم ينسوني عن أسباب هذا التغيير العجيب فقالوا لي كل شيء تغير الشوارع والناس، وكل من حولك تغير فتذكرت آخر لحظة لي في عصر الثمانينات وتذكرت الاتفاق، سألت عنه فقالوا الاتفاق لا تسأل عنه اصبح فريقا يصعق بالخمسة والستة أهداف وقالوا بأنه لم يرفع كأسا منذ تلك الفترة، وان جماهيره الغفيرة هجرته وتحولت نصرا وهلالا واتحاد.. ومنهم من شجع التعاون، ورجال الأعمال أعضاء الشرف تخلوا عنه، وانه كاد يهبط إلى الدرجة الأولى، وقالوا بأنه باع لاعبيه ومنهم احمد خليل والنتيف، والشهري والمولد، والعلي فقلت توقفوا عن الكذب، فالفارس فارس حتى لو سقط سيقف سريعا، ومن هم أحمد خليل ؟ والنتيف ؟ و ؟ أنا لا اعرفهم . بعدها أخذت نفسي وتوجهت إلى النادي كي اقطع الشك باليقين وكنت خائفا من كلامهم ووجدته كما تركته رئيسه عبدالعزيز الدوسري ومعه الطويرقي، والزياني ووجدت اغلب من اعرفهم من اللاعبين كعمر باخشوين وصالح خليفة، وزكي الصالح، وغيرهم ، ولكنهم إداريون وليسوا لاعبين ووجدت التمارين كما تعودت عليها مليئة بالحماس، والتنافس الشريف، كما ان المدرجات كما هي مليئة بالجماهير التي تعشق هذا الكيان وتحضر للتمارين لتطمئن على فارسها، ورجال الأعمال وأعضاء الشرف يدعمون النادي اكثر من السابق وهذا بالطبع من خلال المجمعات والمباني والمصانع التي لم يكن لها اثر عندما كنت في زمن الثمانينات والمعروف بان رجل الأعمال كلما زادت تجارته زاد عطاؤه لفريق منطقته، وما زادني فرحا هو ولادة نجوم بعد اعتزال النجوم القدامى، فالحراسة تذكرني بالريشة مبارك الدوسري، والبحري بزكي الصالح، واليامي بالشيحة، والمغنم وغيرهم وأتمنى أن نجد خليفة الخليفة مع أني اعتقد بان هذا الأمر من سابع المستحيلات.
بعدها أخذت أتساءل لماذا ظهرت كل تلك الإشاعات على الاتفاق فلم أجد إجابة إلا انه الحسد والغيرة، وكل ما أتمناه الآن هو سرعة قدوم الدوري كي أنام كما في السابق في كل مباراة نهائية ( أتعلمون لماذا سأنام لأني اعرف بأنه سيرفع الذهب )
عبدالعزيز سليم السليم
الغرفة التجارية الصناعية
