معالي وزير المعارف الدكتور محمد بن احمد الرشيد.. الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
افيد معاليكم بانني مواطنة من هذه الارض الطيبة قدر الله لي ان اصاب بكف البصر وعلى الرغم من ذلك هيأ الله لي العلم النافع والتحصيل العلمي حتى تمكنت بفضل الله من الحصول على درجة البكالوريوس في الآداب والتربية - تخصص لغة عربية - بتقدير عام جيد جيدا من كلية التربية للبنات بالاحساء عام 1416/1417هـ كأول كفيفة تحصل على تلك الدرجة العلمية فكانت فرحتي لا توصف وانا اعيش فرحة التخرج والحصول على هذه الشهادة التي رفعت من خلالها رأس والدي واهلي والتغلب على اعاقتي بفضل من الله حتى جاءتني الفرصة للعمل الوظيفي حيث تقدمت للعمل في قطاع التعليم الأهلي كمدرسة لغة عربية وكذلك القطاع الحكومي الا ان جميع محاولاتي باءت بالفشل وبعد صبر في انتظار الوظيفة جاء الفرج للعمل كمدرسة ولكن أين؟ في المدينة المنورة.
ولكم ان تتخيلوا معالي الوزير معاناة معلمة مبصرة يتم تعيينها في منطقة بعيدة عن اهلها وسكنها مئات الكيلو مترات!! فما بالكم بمدرسة كفيفة مثلي ليس لها معين بعد الله الا والدها الطاعن في السن ان يكون محرما لها. معالي الوزير.. اني اناشد فيكم انسانيتكم وتفهمكم للعمل على ايجاد مخرج لوضعي. فبعد ان عشت نصف عقد من الزمن في زنزانتي الصغيرة المظملة بعيدا عن احلامي وتطلعاتي لا اعرف سوى سماعة الهاتف التي ابحث من خلالها عن مخرج مما انا فيه ولكن دون فائدة فما ان تطرح وظيفة في منطقتي بنفس تخصصي وفي معهدي سرعان ما توأد وبعد ان قررت الذهاب الى منطقة اخرى اعتقادا مني انني سأقذف بهمومي في البراري والقفار وبالفعل تم تعييني ولكن زادت همومي لصعوبة اقامة اسرتي معي لمرض والدتي ولم يبق معي سوى والدي اتكئ على يديه المرتعشتين واستمع الى عزف انفاسه المتلاحقة في الذهاب والاياب الى مقر وظيفتي (كمعلمة في معهد النور للبنات المكفوفات) خارج منطقة سكني واتمنى ان يأتي اليوم الذي يصدر فيه قرار نقلي الى مدينتي (الاحساء) للعيش والاستقرار النفسي الى جانب اهلي عسى ان يسهم ذلك في التخفيف من معاناتي النفسية التي اعيشها صباح مساء فقد تعبت كثيرا من تلك المخاطبات المتكررة والمحاولات المستميتة لعل الله ينظر بها ولكن دون جدوى ولكن مازال الامل موجودا في ان يأتي الفرج قريبا ان شاء الله.
معالي وزير المعارف
ختاما انني الى جانب ذلك كله ونيابة عن جميع اخواتي وزميلاتي معلمات التعليم الخاص نرفع لمعاليكم رجاءنا بادراج اسمائنا كمنقولات على قائمة التعليم الخاص وليس العام.
الشمعة المحترقة (ل. م .ع)
المحرر
تحتفظ الصفحة باسم وعنوان المعلمة (ل.م.ع) وعند الحاجة يمكن الاتصال بمحرر الصفحة