الكاميرا الصغيرة المثبتة على مرآة الرؤية الخلفية تصوب عدستها على السيارة المنطلقة امامك، وتظهر صورة السيارة بالفيديو على الشاشة المركبة على لوحة الاجهزة في المكان الذي يوجد فيه الراديو عادة.
واذا اقتربت من السيارة الامامية يحيط اطار اخضر على الشاشة السيارة الاخرى اقترب اكثر واكثر على نحو خطر فيتحول الاطار الذي يطوق الموستانغ الى اللون الاحمر.
واذا احست السيارة بأنها تواجه احتمال حدوث اصطدام يشتد حزام الامان تلقائيا وينطلق صوت كومبيوتري : (انذار) على امل ان ينتبه السائق بسرعة ويضغط على الفرامل لتفادي الاصطدام.
وهذا هو هدف صانعي السيارة والموردين والدوائر الحكومية التي تنفق مليارات الدولارات لتطوير اجهزة ذات تقنية عالية تجعل السيارات اكثر (ذكاء) تستطيع ان تنبه السائقين اذا كانوا يقتربون من السيارات الاخرى او المنعطفات بسرعة او ينحرفون عن الطريق.
وفي بعض الحالات يتولى جهاز تفادي التصادم الراداري مهمة السيطرة على الفرامل وتخفيض سرعة السيارة بصورة آلية. وفي حالات اخرى ستتولى اجهزة (ذكية) - قيد التطوير - تنبيه السيارات المقتربة منك الى الخطر الوشيك.
وقال رون ميللر رئيس مشروع تقينة من هذا النوع للسيارات ان احد الاشياء التي تحاول الشركة تحديدها هو الطريقة الصحيحة لنقل هذه المعلومة الى السائق، (وفي الوقت الحاضر ليست هناك طريقة ثابتة ونهائية لعمل ذلك).
وقد جهز ميللر ومهندسون آخرون سيارة وحيدة من موديل عام 2002 بما لا يقل عن ستة اجهزة انذار. وتحمل السيارة ذات الدفع الرباعي كاميرات توفر للسائق منظرا واضحا يحيط بالمركبات المنطلقة الكبيرة امامها وشاشات تقدم له معلومات عن ضغط العجلات ودرجة الحرارة .. بهدف الحد من حوادث الاصطدام التي تؤدي الى مصرع ركاب السيارات التي ارتفع عددها في الولايات المتحدة سنويا (منذ العام 1998 وزاد مجموعها على 42.000 حادث منذ سنة 2001)، حسب وزارة العدل.
ومن الاعتبارات الرئيسية لصانعي السيارات ان يقرروا ما اذا كان ينبغي تركيب اجهزة تفادي الاصطدامات بحيث تعمل تلقائيا دون حفز من السائق. او ما اذا يجب ان تكون قادرة على العمل بناء على ما يقرره السائق.
وقد اختارت شركة هوندا الخيار الاول فيما اختارت تويوتا الخيار الثاني.
وثمة مشروع ابحاث في مراحله النهائية بكلفة 35 مليون دولار وتشترك فيه وزارة النقل الامريكية وشركة جنرال موتورز ودلفي كورب وجامعة ميشغن.
ويهدف المشروع الذي سيستغرق تنفيذه خمس سنوات الى تخمين وتعزيز تكنولوجية تفادي الاصطدام التي تعتمد على ميزتين خاصتين، هما السيطرة المتكيفة على السرعة والتي تعدل سرعة انطلاق السيارة تلقائيا للمحافظة على مسافة ثابتة من السيارة الموجودة في الامام، وجهاز الانذار من التصادم وجها لوجه.
وتشير ابحاث مؤسسة Visteon الى انه سيكون من الصعب اقناع السائقين بأنهم يحتاجون الى حماية اضافية فمعظمهم يعتبرون انفسهم سائقين مهرة.
ويقول بوب فالانس مدير تصميم منتوجات فيزتيون التي تتعاون مع جامعة ميشغن لتطوير التقنية : (لم نعثر على سائق غير جيد بعد. ولذلك برزت فكرة توعية الناس حسب الحاجة التي تبرز. وقد تكون قضية قبول المستهلكين للتقنية تحديا) اكبر من الحل التكنولوجي نفسه.
وتقول شانون فيزوك وهي ميكانيكية سابقة، انها تخشى ان يصبح السائقون اقل تيقظا واكثر اعتمادا على الاجهزة وانها لا ترضى بأن تتنازل عن السيطرة على سيارتها لجهاز الكتروني، (لان ذلك سيكون مخيفا) اذ لن تعرف انك قد اخفقت الا بعد ان يكون قد سبق السيف العزل.
الا ان كريس بلوكارسكي - وهو سائق - له رأي آخر، ويأمل ان تصبح اجهزة تفادي الاصطدام متوفرة في السيارات في اقرب وقت، ويقول ان سيارته تسجل ما معدله عشرة آلاف كيلو متر في الشهر، ولذلك يرحب بأي شهر يزيد من سلامة رحلاته. ويضيف : (لا اعتقد ان هذه الاجهزة ستجعلني اقل احتراسا). المرء يقود سيارته حسب طريقته على الدوام والجهاز يوفر لك عينان جديدتان على الطريق.