قليلون هم من يعرفون اسمه في حفر الباطن، ولكنهم يشاهدونه يومياً، يطوف على قدميه في شوارع المدينة من الصباح الباكر وحتى مغيب الشمس، بثياب متسخة وهيئة هزيلة ومريضة، يجمع الأوساخ ويضع الأكياس في حاويات القمامة، مع أنه لم يعد يعمل في البلدية، كما كان سابقاً، بعد ان قررت البلدية إنهاء خدماته وفصله.
تجاوز الخمسين من عمره، وليس له أقارب في حفر الباطن، فهو لم يتزوج، ولكنه يشير إلى ان له قرابة بعيدة في عرعر، في البدء رفض التحدث أو التصوير، ولكنه قرر بعد جولة إقناع على الأمرين، يقول: أنا أتطوع لإزالة النفايات من الشارع، تطبيقاً للحديث الشريف، الذي يأمر بإماطة الأذى عن الطريق، ولأنها أيضاً أصبحت عادة لدي، بعد ان عملت فيها لسنوات طويلة. ولكن للأسف البلدية فصلتني، بدون سبب، وحرمتني من مصدر رزقي، دون ان أجد عملا آخر، فقررت المواصلة، وأهل الخير يعطونني ما تجود به أنفسهم، كما أنني أجمع العلب الفارغة وأبيعها، وأكسب القليل من المال.
بعض من يعرفون الرجل من أهالي المدينة يستغربون ان لا تمد جمعية البر الخيرية يدها لهذا الرجل، وتكفله اجتماعياً، وهو ما يحثنا عليه شرعنا الحنيف وعاداتنا الاجتماعية.