DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر
سوسن الشاعر
أخبار متعلقة
 
هناك فكرة يجري تداولها دوليا بان التخلف بشكله العام اصبح مصدر تهديد للمنجزات الحضارية خاصة بعد ثورة الاتصالات وثورة المعلومات وبعد الاندماج السريع لمصالح الامم فيما اطلق عليه (العولمة) فاذا امتلك هذا التخلف سيولة مالية فان الوضع بات اكثر خطرا، وهذا ما ينطبق علينا!! ونخشى ان يفسر البعض منا الصراع الجاري عالميا بين اوروبا مثلا وامريكا، او بين الدوائر الامريكية بعضها البعض على كيفية (معالجة تخلفنا) على انه صراع بين فريق يمنع التدخل في شئوننا الداخلية وفريق يؤيده! والواقع انه مهما بلغت درجة الخلاف وحتى لو وصلت الى اتهام جناح للآخر بالخيانة ـ كما يجري بين الدوائر السياسية الامريكية ـ الا انه لا يزيد عن اختلاف على اسلوب (المعالجة) لا على المبدأ بحد ذاته. خذ على سبيل المثال وبمناسبة حديثنا بالامس عن نظامنا التعليمي الذي مضى عليه اكثر من 25 عاما دون تطور نوعي (ان لم يكن هذا تخلفا فماذا يسمى اذا؟)، تجري مناقشات جادة في الدوائر الامريكية حول تطوير مناهج التعليم العربية لا حبا في نهضتنا العلمية بل لان تلك الدوائر مقتنعة بان هذه المناهج لها دورها في تغذية الارهاب وفي بروز هذا الفكر المتطرف، ولها دورها في بعدنا عن منجزات العلم والتكنولوجيا مما ادى الى انخفاض مستوى ادائنا الاقتصادي، القناعة مشتركة عند الدوائر السياسية الامريكية انما الخلاف فيما بينها لا يتعدى حول الكيفية التي يجب التعامل بها مع تلك القناعة، هل يضغطون علينا باتجاه التغيير ام يتركون لنا حرية اختيار الوقت؟ طيب.. وماذا عن موقفنا نحن تجاه هذه القضية اي تجاه مناهجنا؟ انه موقف يعكس حقيقة حالة الانتظار المزمن الذي اجل قرارات نحن اولى باتخاذها منذ زمن بعيد، وبقيت عالقة دون حسم رغم آلاف المؤتمرات والندوات والمحاضرات والتوصيات باعادة النظر في مناهجنا العقيمة ومخرجاتها، واليوم حين جاء الضغط خارجيا وحين وضعتنا تلك الدوائر بين المطرقة وسندانها، ابت علينا المروءة ان نخضع لهذا الضغط الخارجي، فآثرنا رفض التغيير انتصارا لكرامتنا، وصحنا جميعا لا للضغوط لا للتدخل في مناهجنا، وكأننا كنا في منتصف طريق تقويم واصلاح تلك المناهج فجاء هذا التدخل وعطلنا!! قرون مضت على تخلفنا لم يعبأ بنا احد ولم نعبأ نحن بانفسنا، ومساهمتنا فيما يتمتع به العالم من منجزات علمية وطبية وحضارية بشكل عام تكاد تكون تحت الصفر، واليوم طال ضرر هذا التخلف الحضارة البشرية التي هبت للدفاع عن مكتسباتها، المسألة لا تقف عند مناهجنا ونظمنا التعليمية بل تتعداها الى جميع نواحي حياتنا المعيشية سياسيا واداريا وعلميا وثقافيا وقضائيا، لقد تأخرنا بالتحلي بجرأة الاعتراف فما كان من الآخرين الذين تضرروا من واقعنا الا ان تدخلوا وت عاملوا معنا كما السفهاء والقصر وما اختلافهم حولنا الا على الوسيلة والتوقيت لا على الهدف! * كاتبة بحرينية