أخبار متعلقة
في حي الرفعة ولد عبدالرحمن سعد عبدالكريم البلم، بدأ حياته الدراسية لدى المطوع العسعوس، ليدخل المدارس النظامية في الهفوف والمبرز، ثم كلية المعلمين، تنقل بين أكثر من مدرسة في محافظة الأحساء، ليستقر في مدرسة فلسطين، وخلال سنوات عمله في سلك التعليم انتقل إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث درس في مدارس إمارة رأس الخيمة المناهج القطرية والكويتية، وكانت له فيها ذكريات لا تنسى.
رفض البلم بعثة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لارتباطه بأخوته الصغار، الذين كان يرعاهم.
في ذاكرته الكثير، حدثنا في هذا اللقاء عن البعض منها:
المطوع والمدرسة
@ ماذا عن الطفولة؟
ـ كانت طفولتي في حارة الرفعة (القلعة)، ونشأت نشأة الأوائل، حيث درست عند المطوع الشيخ احمد العسعوس (رحمه الله)، وكان يدرسنا القرآن الكريم، وكان والدي (يرحمه الله) حريصا جداً على تعليمي القرآن في بداية الحياة، بعد ذلك نقلني إلى مدرسة الشيخ احمد القرين، حيث أن الشيخ القرين كان يعلم القرآن والكتابة، وحينما أصبح عمري 6 سنوات، ادخلني والدي المدرسة الأميرية (الهفوف الأولى)، ودرست بها 3 سنوات، وأتذكر من المعلمين عبدالله بونيس والشيخ عبدالله بونهية، الذي كان أيضاً مدير المدرسة، وأتذكر أيضا المعلم عبدالله السيد.
الانتقال إلى الفتح
@ هل واصلت الدراسة بهذه المدرسة؟
ـ بعد 3 سنوات انتقلت إلى مدرسة الفتح، ودرست بها حتى أكملت المرحلة الابتدائية، وأتذكر من المعلمين عبداللطيف السيد، وكان يعلمنا مادة الرياضيات، والمعلم يوسف بوسعد، أحمد الزين ومحمد عبدالهادي، والأخير كان مديرا للمدرسة، ومن المعلمين عبدالرحمن العتيق وخالد الشهاب. أما الزملاء الطلاب فأتذكر منهم عبدالله الغنيم، عبدالعزيزالفوزان، الدكتور عبدالعزيز القرين، الدكتور خالد الحيدر، عثمان المصطفى (يرحمه الله)، محمد الماص، أحمد المسعود وأحمد الحسين، والكثير من الزملاء، الذين لا تحضرني الآن أسماؤهم.
نمشي من الهفوف للمبرز
@ كيف كنتم تتنقلون في السابق من الهفوف إلى المبرز؟
ـ يبتسم الضيف ويقول: كنا نقف من بعد صلاة الفجر، ننتظر سيارة تأخذنا إلى المدرسة بالمبرز، وكنا نجتمع عند البلدية، وفي تلك الفترة طلبنا من مدير التعليم عبدالله بو نهية أن يبلغ سائق الحافلة الذي ينقل الطلبة من المبرز إلى الهفوف ان يأخذنا معه. وفي بعض الأحيان نعود بواسطة التاكسي في الموقف، وفي بعض الأيام نمشي من المبرز إلى الهفوف، ويستغرق ذلك منا نصف ساعة.
خلية نحل
@ كيف كانت الدراسة في المدرسة؟
ـ من شدة حبنا للدراسة كنا نأتي بعد الظهر، ونزاول جميع الأنشطة، ولم تكن الدراسة مقتصرة على العلم، بل التربية أيضاً، حيث كانت المدرسة خلية نحل، من كثرة الأنشطة. بعد ذلك نستحم مع المعلمين في إحدى العيون القريبة، ونذهب إلى المنزل قد استذكرنا دروسنا، وبعد صلاة المغرب نتناول وجبة العشاء، وبعد الصلاة ننام مبكراً.
في معهد المعلمين
@ نعود إلى الدراسة.. أين توجهت بعد المرحلة الابتدائية؟
ـ يبتسم ويقول: ذهبت للعمل في شركة أرامكو، وعملت في الشركة 3 أشهر، وكان الراتب 330 ريالاً، ولكن حبي للدراسة جعلني التحق بمعهد المعلمين، ودرست به 3 سنوات، وكان مدير المعهد إبراهيم الحسيني، ومن المعلمين صالح الدريب، إسماعيل السماعيل، عبدالله العودة، عبدالله الملحم ومحمد الدريويش. وكان جميع طلاب المعهد من الأحساء، ولكن في النهاية تم ضم معهد أبها إلى الأحساء، وبعد التخرج حصلت على الترتيب الأول على الدفعة في الأحساء، والثاني على المملكة.
معلم في المبرز
@ ماذا بعد التخرج؟
ـ تم تعييني بمدرسة المبرز الأولى، وأتذكر أننا كنا 4 خريجين تم تعييننا في الأحساء والمنطقة الشرقية.
@ كم كان أول راتب تقاضيته في التعليم؟
ـ 466 ريالاً، وكانت فرحتنا به لا توصف.
في مدرسة فلسطين
@ كم سنة عملت بالمبرز؟
ـ عملت سنتين، ثم انتقلت إلى الهفوف الأولى، التي تخرجت منها قبل ذلك بسنوات، وأثناء التدريس ذهبت إلى الرياض، لدراسة المرحلة التكميلية لمدة سنتين، والحمد لله اجتزتها بنجاح، ورجعت إلى الأحساء، ثم انتقلت إلى مدرسة فلسطين، وعملت بها عام 1391هـ، حتى التقاعد، ولي فيها ذكريات جميلة جداً، وأصدقاء مثل الأخوة، وأكن لهم كل معزة وتقدير، وكان مدير المدرسة أحمد النعيم، ومن الزملاء المعلمين حمد الخالدي، علي القصيمي، صالح البدر، حسين العامر، عبدالرحمن المريخي، أحمد السبت، عبدالرحمن المحيش، عبدالرحمن النعيم، صالح النعيم وصالح الدريب.
في رأس الخيمة
@ ولكن أعرف أنك قمت بالتدريس خارج المملكة؟
ـ نعم، عملت في دولة الإمارات العربية المتحدة، في إمارة رأس الخيمة، وحدث ذلك حينما قرأت خبرا في جريدة الجزيرة، وتقدمت إلى اللجنة في الرياض، وكان معي أحمد السدراني، وبالفعل تم ترشيحي إلى الإمارات، والأخ السدراني رشح إلى عُمان. وقد عملت في مدرسة شمل الثانوية، وكنت وكيل المدرسة، وأقوم بتدريس مادة التربية الفنية، ومكثت هناك سنة كاملة، ولم أشعر بالغربة، وسكنت بجوار قصر الشيخ صقر القاسمي، وكنا نصلي جميعاً في المسجد، ونحضر جميع الحفلات والندوات، وكنا نجتمع كل أسبوع، ونقوم بشراء ذبيحة، ونأكلها سوياً، وكنا نلتقي بالسفير السعودي في دبي محمد الرميح.
@ هل كان هناك اختلاف في مناهج رأس الخيمة عن المناهج في المملكة في تلك الفترة؟
ـ كانت المناهج المطبقة في رأس الخيمة مأخوذة من قطر، وفيما بعد أخذت مناهج الكويت، فكنا نقوم بتدريس مناهج كويتية، لكننا لم نجد صعوبة في تدريسها.
رفضت البعثة
@ بعد السنة علمت أنك حصلت على بعثة إلى أمريكا، ولكن لم تذهب.. ما السبب؟
ـ نعم بالفعل حصلت على دورة في الولايات المتحدة الأمريكية، لأنني حصلت على الثانوية العامة في الفترة المسائية، قبل ذهابي إلى الإمارات، وتقدمت إلى لجنة الابتعاث في وزارة المعارف، ورشحت لحضور الدورة، ولكن صادفتني ظروف صعبة جداً، هي أخوتي الصغار، حيث كانوا في أمس الحاجة لي، وآثرت البقاء وعدم السفر والاهتمام بهم، لأن والدي كان لا يستطيع متابعتهم، لكبره في السن.
مجلس الحكماء
@ متى تقاعدت؟
ـ قبل 4 سنوات.
@ هل تعتبر التقاعد نهاية الموظف؟
ـ المتقاعد يصبح حكيماً في تصرفاته، لأنه وصل إلى سن الرجاحة والفهم وادراك الأمور، ونجتمع نحن الحكماء كل ثلاثاء في مزرعة الأخ صالح الدريب، نتناول أطراف الحديث فيما بيننا، ونتذكر الماضي.
@ ما هواياتك؟
ـ متعددة، تشمل الخط، الرسم، السفر، القراءة، مشاهدة الأخبار، الجلوس على البحر وزيارة بيت الله الحرام.
زواج بـ 5 آلاف
@ متى تزوجت وكم كان المهر؟
ـ تزوجت عام 1385هـ، وكان المهر 5 آلاف ريال، وكان الزفاف يستمر 3 أيام، وكانت بقرة واحدة تكفي جميع المدعوين، وفي اليوم الأول تقدم وجبتان، وفي اليوم الثاني يقدم الهريس وجبتان، واليوم الثالث يقدم الجريش.
@ كم عدد الأولاد؟
ـ (9)، 8 كريمات وابن واحد، سعد، الذي يدرس في جامعة الملك فيصل.
@ نعرف أنك كنت مراسلا لأخبار الظهران؟
ـ نعم عملت فيها مراسلاً لمدة عام.
بين الماضي والحاضر
@ هل تعتقد أن هناك فرقا بين الجيل السابق والحالي؟
ـ الجيل السابق لم تكن لديه وسائل تعليم وترفيه، وكان يملك حبا قويا للتعليم، أما في الوقت الحاضر فأصبحت وسائل الترفيه والإطلاع والفضائيات والإنترنت تشغل بال الطالب، فيملك ثقافة عامة تختلف عن الثقافة المدرسية، وفي المقابل يحدث له تشتت ذهني.
@ هل يختلف الطالب المتخرج من المرحلة الابتدائية في الوقت الحاضر عن السابق؟
ـ الطالب المتخرج من المرحلة الابتدائية في السابق كان يشعر بالمسئولية، ويشعر بأنه رجل، لذلك يدرس ويواصل ويتعب. أما في الوقت الحاضر فالطالب تتوافر لديه جميع سبل الترفيه.
المعلم مختلف
@ هل معلم الأمس يختلف عن معلم اليوم؟
ـ معلم اليوم مثقف ومطلع ومعد أعدادا كاملا، لا ينقصه شيء، ولكن الطلاب مشتتون في الأفكار، خاصة بعد أن أصبحت لدينا جامعات متعددة، وقد أخذ خادم الحرمين الشريفين على عاتقه نشر العلم والتعليم منذ أن كان (حفظه الله) وزيراً للمعارف. أما معلم الأمس فكان يثقف نفسه بنفسه، فلقد كان يطلع ويقرأ في أمهات الكتب.
عبارات
@ نريد منك التعليق على هذه العبارات؟
ـ الزوجة: شريكة الحياة، وتستحق من الإنسان الاحترام والتقدير، وإعطاءها حقوقها.
ـ الإسراف: نهى عنه الدين الإسلامي، وهو مضيعة للمال والجهد.
ـ الصديق: وقت الضيق.
ـ البحر: يعلم الإنسان الصفاء والود والمحبة والصبر.
ـ غلاء المهور: العائق الأول للزواج، وأنا ضد غلاء المهور.
ـ تعدد الزوجات: للضرورة أباحه الشرع مثنى وثلاث ورباع.
ـ السفر: راحة للقلب والنفس، ومثل ما قيل سافر ففي الإسفار سبع فوائد.
ـ التعليم: أمرنا أن نكافح ثلاثة، منهم الجهل.
ـ الصحافة: هي المنبر والشمعة المضيئة لجميع بقاع العالم.
ـ الفضائيات: تنقل المفيد والضار، والإنسان بصير بنفسه.
@ كلمة أخيرة؟
ـ أرجو من الآباء عدم المغالاة في المهور، وان يحرص على تربية أولاده التربية الصالحة.
البلم يتحدث للمحرر
مع أحفاده