DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الاعلام والشفافية الاعلامية

الاعلام والشفافية الاعلامية

الاعلام والشفافية الاعلامية
أخبار متعلقة
 
تسعى كل أمة من الامم.. وكل شعب من الشعوب المتحضرة .. الى ايجاد وسيلة اعلامية ذات مصداقية تغني ابناء هذه الأمة او هذا الشعب من ان يبحث عن الحقيقة عبر وسائل اعلامية خارجية ربما تشوه الحقيقة او حتى تعطيها نكهة خاصة تجعل منها مدعاة لخلق التشكيك في الاعلام المحلي وتعطي للمتربصين للكيان التابع له هذا الاعلام فرصة لنشر سمومهم وخلق ربما المشاكل والمتاعب امام صاحب القرار وتفعيله..! ولكن.. كيف يمكن لأمة من الامم وشعب من الشعوب ان تنال شرف وجود اعلام نزيه ذي مصداقية وشفافية .. يحق لها ان تفخر به وتدعي انها لا تخفي عن مواطنيها عبره شيئا تحاسب عليه ...؟! وكيف يمكن لهذا الاعلام أن ينمو ويتسامى .. ويشق طريقه نحو العالمية...؟! فاللإجابة على مثل هذه التساؤلات ..فلا بد من ان نذكر قبل ذلك مرتكزات الإعلام الاساسية وهي في نظرنا ما يلي: اولا الوطنية: أن يكون اعلاما وطنيا يضع مصلحة الوطن والمواطن فوق اي اعتبار مقياس ذلك نقل صورة حية وصادقة لكل صور معوقات الحياة الاجتماعية بتجرد ونزاهة وشفافية دون مناطقية يتحيز لها أو مداهمة لمسؤول أو جهة حكومية ونقال صورة صادقة لنبض الشارع وتطلعاته دون الحجر على رأي حتى وان كان يخالف سياسة الوسيلة الاعلامية. ثانيا: التجديد والتطوير: الا يظل اعلاما خاملا دون ان يواكب التطور التقني ... من حيث الكيف والكم المدروس فلا قيمة لاعلام وسيلته هي الوسيلة التي نشأ عليها ولا مدى وصوله الى الناس محدودا بمدى لم يعد كافيا ووافيا. فالتلفزة والجريدة والمجلة وغيرها ذات المستوى المتدني لا يمكن ان تخطو بفكر المتلقي خطوة واحدة الى الامام هذا إذا وجدت من بين المتقلين للاعلام احدا يتابعها ويستفيد من نشاطها الهابط الممل حتما. ثالثا: الاحترام المتبادل بين الوسيلة الاعلامية والمتلقي: ولكي يكون مثل هذا الامر متوفرا للوسيلة الإعلامية فلابد ان تنشر المعرفة الصادقة لرغبات وميول المتلقي وتجعل ذلك الأمر من اولويات اهتماماتها. فما يعجب جيل قد لا يعجب جيلا آخر , وما يدخل في اهتمامات المتعلمين والمثقفين قد لا يهم الشرائح الاخرى من شرائح المجتمع , ولذا الوسيلة الاعلامية مطلوب منها التنوع والتفاني في سبيل تقديم خدمة اعلامية متجددة ومتنوعة. رابعا: توفير قنوات الاتصال المباشر بالمتلقي: ان من أهم اسس نجاح الوسيلة الإعلامية فتح خطوط الاتصال المباشر غير المفيد بحيث تتيح للمشارك فرصة ابداء الرأي دون حجبها لرأي أو جزء منه والا تجعل خطوط الاتصال مهيأة وميسرة تريد لرأيه أن تنشره او تذيعه وتحجب الرأي الذي قد يخالفها ويخالف من يعمل لصالحها الرأي , وهذا في رأيي غاية في الدكتاتورية الاعلامية المقيتة في عصر اصبح فيه العالم كما يقال قرية صغيرة لا يمكن ان يخفي على أحد من سكانها حدث من الاحداث ومن هنا ندرك ان الامة لكي يكون لها اعلام نزيه تتباهى وتفاخر به فلابد أن يرتكز على الاسس المشار اليها آنفا وتكون له الاستقلالية دون تدخل الرقابة التي عادة ما تكون في عالمنا العربي كئيبة وسيئة السمعة ... وكم آلمني كثير ان أرى العديد من المشاهدين في بلادنا ضيوفا دائمين على القنوات الفضائية العربية الأخرى كمتصلين او مشاركين في حوارات ساخنة بينما تلفزيوننا الحبيب يعجز عن ان يوفر لهم مثل هذه الخدمة وحتى لما يستضيف مسؤولا مهما كما حدث ليلة الاحد العاشر من شهر صفر عندما استضاف برنامج وجها لوجه فضيلة الشيخ صالح بن حميد , رئيس مجلس الشورى أمضى المذيع والضيف ثلاثة ارباع الوقت في حوار لم يكن ما يريده الكثير من المواطنين الذين أرادوا بلا شك ان يجيب الضيف الكريم على العديد من تساؤلاتهم وآرائهم , حيث لم يسمح عبر الفترة المخصة للبرنامج لسوى خمسة اشخاص ربما يكونون مبرمجين حيث أن الأسئلة والاجوبة كأنها مهيأة من قبل دون ان تمس ما يجيش في عقول المشاهدين من أمور يريدون طرحها على فضيلته وانا واحد منهم و فكم تمنيت بان احظى بإمكانية التحدث معه لطرح سؤال بلا شك هناك من سيكون سعيدا لسماع اجابته عليه.. وهو لماذا لا تذاع بعض الجلسات مباشرة على الهواء خاصة تلك التي تناقش أمورا ذات صلة مباشرة بالمواطن كدراسة التطرف الممقوت والبحث عن علاج لظواهره وغير ذلك من أمور اخرى. إن مقوله(رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب) وكذلك مقولة (سأدافع عن رأيك مهما كان يخالف رأيي) مقولتان اتتا من تجارب اثبتت ان الرأي الصائب قد يكون نتائج لأكثر من رأي امتزجت واسفرت عن رأي موحد اكثر شجاعة وصوابا من الرأي المتفرد والمعزول. والاعلام سمة من سمات حضارة الامم وتقدمها فكلما كان اعلاما هادفا وصادقا وشفافا كلما ساهم مساهمة فعالة في تقدم الامة ونهضتها ونجاحها المتواصل في كل ميادين الحياة المتعددة (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم) @@ خليفة بن عبد الله على السيف الاحساء ـ الهفوف