ممارسة الأعمال التعليمية تختلف عما سواها لما تتطلبه طبيعتها من بحث وإطلاع وابتكار وتجديد في الممارسات التعليمية المتعلقة بالطالب والمناهج والأداء التحصيلي والسلوكيات والسيكولوجية النفسية وخواص المراحل التعليمية. ونجد سنوياً الكثير ممن يرحلون عن ساحاتها بالتقاعد الكامل أو المبكر لأسباب عدة.. فنفقد الكثيرين ممن خدموا وحملوا لواء العلم لسنوات طويلة أثمرت تجارب تحصيلية نتلمسها اليوم ضمن النظريات المطروحة لتطوير الأداء التعليمي. فإلى أين يذهب هؤلاء؟؟؟؟ لم لا تتم الاستفادة من التجارب التي مارسوها ضمن خبراتهم والاستفادة منها في تطوير وتحديث النظريات التعليمية والفلسفية واتخاذهم مستشاري تعليم في النواحي الفنية والتعليمية والإدارية والإشرافية. أن الكثير في الدول المتقدمة تسعى جاهدة إلى ضم أمثال ونوعيات هؤلاء إلى الجهاز الإشرافي والعالي الممارس والمباشر للأنظمة التعليمية ونقلهم من وظائفهم إلى مراكز دراسات وبحوث تستشف أرقى النظريات للتطبيقات الأدائية.. ناهيك عن تكريمهم بما يستحقون من ناحية قوة الأداء والعطاء والخبرات التي قدموها في مجالهم أثناء خدماتهم!! أما الواضح أمامنا فهو أن المتقاعد تنتهي علاقته العملية بخطاب شكر وصرف استحقاقاته المادية... و... مع السلامة..!! ولا يكاد يذكر في منتدى تعليمي أو لقاءات تربوية أو اجتماعات عمل وخلافه.. لم لا نستثمر هذا الصرح الهائل من التكتلات البشرية التي عاصرت عهوداً كثيرة أسست على قواعدها أنظمة تعليمية ومستدركات إشرافية هائلة ارتفعت على أكتافهم وساهمت جهودهم ومساهماتهم التطويرية في وضع لبنة الأساس والأسس. هل لنا بمناداة القادرين منهم على مواصلة العطاء والعمل وإفساح المجال كاستشاريي تربية خاصة ونحن نتعايش اليوم بمتطورات تربوية استنبطت في براهينها وآرائها مما تمت ممارسته منذ ربع قرن وأكثر..!! لم نهدر طاقات قد لا نستعيضها؟؟.. ولم لا تكون الحوافز أكثر تشجيعاً ودفعاً إلى وظائف التعليم مثل المعاملات الخاصة التي يتمتع بها المعلم في أحضان الخدمات العامة والخاصة والخطوط ووسائل النقل والعلاج المجاني في المستشفيات الخاصة وخاصية قبول أبنائه في التعليم الفني والجامعي اعترافاً وأمتناناً منا لدوره العظيم في تنشئة الأجيال وصقل المواهب والعقول والإدراكات النفسية والتحصيلية..!! أن هناك من قدموا للتعليم خدمات جليلة وتجارب ساندت في التطوير والتلقي والأداء والارتقاء بالمستويات الإشرافية والتنفيذية.. فأين تكريمهم والاعتراف بعطاءاتهم؟؟.. قد يصل بلوغ المرء السن التقاعدية أو سنوات الخدمة التقاعدية وهو يتمتع بروح الأداء والقدرة على الممارسة والإبداع.. فلم لا نوسع له المكان لتقديمها..؟؟ نحتاج إلى وقفة تعديلية وتصحيحية لاستغلال أمثال هذه الطاقات النادرة وممارسة حق النبوغ..لا..كتبه..!! نحتاج إلى إنماء الحاجة وتقاعلاتها وارتسامات دروب ومحاور التفائية.. لا.. بترها..!! نحتاج إلى القدرات من أجل تصعيد الأجيال الحالية إلى ارتقاءات متطورة.. لا.. مكانك سر..!! فهل سنحلم بإيجاد هذه التطلعات يوماً..؟؟؟؟؟؟ هل سنعيد جدولة الاستفادة من الخبرات والخدمات بدلاً من إبقاء الدماء الجديدة دون حراك..؟؟؟ أن القدرة على التلقي يساندها دون شك قدرة الملقي والمتلقي.. فهل سندرب الذات الفطرية على الأضواء دون تفريط..؟؟ إذا.. لنبثها عطاء ونستجدي حصادها.. فالأرض تتصحر أن لم يغثها المطر.. والواحة تصفر ان لم تجد الغيث..والغيث والمطر كلاهما أوله قطرة.. وتتوالى..!! فهل نسعى إلى الندى والقطرة..؟؟ أم سنظل نعاني الجفاف تحت اسم ( انتهت الصلاحية)..؟؟ وهل سنلهث وراء الدماء الجديدة بعيداً عن القديمة حتى لو كانت زمرتها نادرة.؟؟ آمل .. إلا نصل إلى طريق.. لا.. عودة منه!!!!!!
@@ عفاف عايش حسين
تربوية وكاتبة سعودية