المنظومة الوطنية لأي أمة، تستوجب الاستجابة لأبسط عناصرها.. التكاتف وقت الأزمات، والمواطن الحقيقي هو من يعي ذلك، ويؤثر وحدة وطنه، وترابه، وهيبته على مطالبه ورغباته الشخصية.
الأمم الكبرى، باختلاف اتجاهاتها وعقائدها، تبحث عن نقاط الاتفاق العام، لا تتصيد مواطن الاختلاف، رأينا ذلك في دول عديدة، حيث يلتف الجميع مهما اختلفوا وراء علم بلادهم، ودعما لجنودهم مؤيدين أو معارضين.. فالوطن أهم من الخلاف الفكري، وترابه أغلى من مجرد المعارضة الجوفاء.
هكذا.. يكون الوعي، وهكذا يكون الاتفاق، وهكذا يكون الخلاف أيضا!
@@@@
الجميع يعلم ما نتعرض له من حملات وافتراءات ظالمة، تحاول النيل منا ومن عقيدتنا ومن تقاليدنا..
حملة مدبرة وشرسة، يقف وراءها دعاة أباطيل، وأفاقون وأفاكون ومرتزقة في أماكن نفوذ مختلفة ومتنوعة، في عواصم الضباب والنار.. وبدلا من أن نتوحد "كسعوديين" لمواجهتها، ودحض التهم عن بلادنا وديننا وأمتنا.. نجد البعض يخرجون مثلما خرج "الخوارج" ذات يوم على إجماع الأمة، ليدقوا إسفينا جديدا في خاصرتنا ويسيئوا إلينا.. في وقت غير الوقت وتاريخ غير التاريخ.
المصلحة الوطنية العليا لا تقبل أبدا هؤلاء المغرر بهم، الذين انساقوا وراء شعارات باهتة.. والمصلحة الوطنية لا تقتضي طابورا خامسا مخدوعاً يطعن من الخلف أهداف المجتمع وقيمه ورسالته.
والآن.. كيف يمكننا أن نصف هؤلاء المخدوعين، الذين لم يروا ـ أو على الأقل على استعداد لأن يروا ـ ما ننجزه يوما بعد يوم استجابة لقواعد التطور العام وليس رضوخا لضغوط معينة.
ـ هل يمكن لمظاهرة من 150 شخصا أن تتغلب على إرادة 20 مليونا؟
ـ هل لرأي فرد أن يتجاوز رأي الجماعة؟
أليس في ذلك خديعة كبرى، تحاول الإيهام بالديموقراطية والتعددية وغيرها من الشعارات غير الحقيقية؟
أليس في هذا تناقض مرير، خاصة وأن الأبواب لم تكن يوما موصدة أمام أي نصيحة مخلصة، وان قيادتنا حريصة على إرساء قواعد الدين وقيمه وأخلاقه، وحريصة على حق المواطنة وما لها وما عليها.
نحمد الله أن النسق العام للمواطن السعودي بريء من مثل هذه الأشكال الواهية.. ونحمد الله على أن مجتمعنا لا يقبل مثل هذا الخروج من خوارج العصر الجديد.
(مراقب)