لحظات الراحة محدودة في حياة الانسان.. وعندما يخسرها هذا الانسان.. فانه يهدر بذلك فرصا ثمينة في عمره.. غير ان بعض هذه الفرص.. مدمرة.. لحياة الانسان ومستقبله على وجه الخصوص!!
والذين يأخذون بالجزء الاول.. من الفكرة.. ويحرصون على جميع الفرص دون التفكير في تبعاتها.. هم اعداء لانفسهم.. ومستقبلهم وعلاقاتهم الانسانية الرفيعة على وجه التحديد.
وفي كثير من الاحيان.. يحال بين الانسان وبين راحته لسبب او لآخر.. قد يكون من بين هذه الاسباب.. حرصنا الشديد على الغير.. ورغبتنا في تجنيبهم الكثير من المتاعب.. والاحتفاظ بتوازنهم.. وخلق مناخ جيد من حولهم.. لكن مثل هذا التصرف قد لا يكون مرضيا في وقته.. لانه قد يبدو مزعجا وقد يظهر وكأنه بمثابة حاجز بين ما يتمنى الانسان وما يريد ويرغب, لكنه سيصبح مع الايام عملا كبيرا.. اقل ما يمكن ان يوصف به انه التعبير الصادق عن الود والاخلاص والحرص في زمن تضاءلت فيه هذه الخصال.. وطفت عليها الكثير من الاساليب النفعية ومن الجبن عن مواجهة المخطئ بخطئه.. ونصحه.. وارشاده.. وتقويمه..
ان الانسان المخلص لك.. هو الذي يمنعك من السقوط.. او الانغماس في ادران الحياة.. وهو الانسان الذي يحرمك من الراحة اليوم.. ليرفعك غدا.
والكثير من العقلاء يحترمون كل من يقف امام رغباتهم الملتهبة لكن القليل جدا هم الذين يأخذون هذه المقاومة على انها التعبير المخلص عن الحرص والاهتمام والود.. والذين يملكون مبادئ خاصة.. يندفعون وراء قيمتهم بدون توقف ولا يهمهم ان يغضب اقرب الناس اليهم اليوم.. لانهم يؤمنون بانهم سيكتشفون الحقيقة غدا وسيكونون اكثر تمسكا بهم وادراكا لمدى صدقهم معهم ووفائهم لهم وحرصهم عليهم وخلاصة ما كتبت لا يهم ان تخسر اقرب الناس اليك اليوم بنصيحة لا تعجبه لتكسبه في المستقبل والى الابد.
علي بن سعيد القحطاني
