في العمارة يمثل الاحتواء الشعور بالأمومة وبالحميمية، كما يمثل الرغبة في أن يكون كل شيء مرئيا ومشاهدا. الصورة الكلية للفضاء والشكل التي يحقها الاحتواء تحقق فكرة "الإستيعاب"، إذ أن ذلك يمكننا من فهم العلاقات بين الأشياء التي عادة ما تستهلك منا وقتا طويلا حتى نستوعبها. أتذكر هنا أحد الإطروحات التي كانت تقارن بين الإحتوائية والإنتقائية، فالأولى تعني المرونة وإعطاء الاهتمام لكل التفاصيل، رغم وجود التضاد بينهما، فالمرونة لا تتحقق بسهولة مع إعتبار التفاصيل الدقيقة، بينما الإنتقائية تعني المرونة مع الإبتعاد عن التفاصيل، وهو مذهب المعماري الإلماني-الأمريكي (ميس فان دوره) رائد العمارة الحديثة، خصوصا فكرته "المسقط المفتوح"، فالابتعاد عن التفاصيل أمر اساسي لتحقيق المرونة. في مكتبة الإسكندرية تظهر فكرة الإحتواء جلية فالمكتبة بكل تفاصيلها تحت مظلة كبيرى مفتوحة نشاهد كل التفاصيل وكل الأنشطة فهي تمثل حالة إستثنائية بين الاحتوائية والانتقائية، وبين الاهتمام بالتفاصيل والابتعاد عنها.