هل هناك علاقة بين سمات الشخصية وامراض القلب، وهل للاجهاد النفسي والجسمي دور في ذلك.. ما صفات الشخصية القابلة للاصابة بالمرض وماهي الظروف التي يمكن ان تؤدي الى حدوث تأزم في القلب وكيف يمرض وما طرق الوقاية والعلاج؟! يعمل البعض من الناس بشكل دائب ودون كلل او ملل لشؤونهم المختلفة ويبذلون جهدا فوق طاقتهم لا يعرفون الراحة والاسترخاء ولا يعطون انفسهم فرصة للانفكاك عن ادمان العمل والانشغال الدائم بامور الحياة ويتحملون الكثير من الضغوط المختلفة والمتواصلة علاوة على الجهد البدني الشاق نوعا ما وتحميل الجسم والنفس فوق طاقتهما دون التفكير في فرصة للراحة والاسترخاء وهم بذلك يتجاهلون صحتهم ويغفلون كل الاشارات البدنية الى وجود مشكلة صحية قد تحمل انذارا بالخطر.. من الجانب النفسي هناك اشخاص لديهم صفات شخصية تجعلهم عرضة للاصابة بامراض القلب التي من ابرزها مرض الشريان التاجي والذبحة الصدرية ونوجز فيما يلي اهم تلك السمات:
ـ ميل الى كبت الدوافع والانفعالات مع اللجوء الى التخيل لاشباع بعض الرغبات وبرود في المشاعر "لا تعبير عن الحب والكره بشكل واضح".
ـ الاعتماد على اسلوب الجدل والنقاش في محاولة للسيطرة على الآخرين واقناعهم.
ـ تكوين مفهوم ايجابي عن الذات والاستقلال عن الاخرين.
ـ التعبير عن المشاعر بعقلانية بعيدا عن العواطف.
ـ حب المنافسة والبحث عن اهداف ليست واضحة ولا محددة.
ـ الانغماس في العمل والبحث عن انجازات.
ـ يقظة عقلية ورغبة في كسب احترام وتقدير الاخرين.
ـ الرغبة في التفوق الوظيفي.
حالة (س)
العمر 45 سنة العمل مشرف ميناء، متزوج لديه 5 اطفال، مجد ومتفان في عمله منشغل دائما، محبوب من الجميع ومن رؤسائه لانه الشخص الذي ينجز الاعمال، يتقبل المزيد من الاعمال ويطمح الى المزيد من الانجازات والتحديات، لا يستخدم الهاتف داخل عمله ويفضل المشي الى المكاتب لمناقشة موضوع او حل مشكلة، لاوقت لديه للفراغ، يخطط في يومه لعمل الغد، وعلاوة على عمله فهو يدير مكتبا للاعمال الحرة، الاجازات نادرة ولا وقت للاهتمام بالصحة، يدخن من 40 ـ 50 سيجارة يوميا، حياته حافلة بالنشاط والاهتمامات العائلية والعملية، الترفيه في حياته قليل حتى مع العائلة وان وجد فهو معهم تجسده فقط وذهنه منشغل بخطط اخرى.. بذل في الشهور الماضية جهدا فوق العادة وبدأ يشعر بشعور غير مريح في الصدر تطور الى شعور بضيق التنفس مع الم يزداد بعد تناول وجبة دسمة او عند صعود الدرج او المشي.. الفحوصات الطبية اظهرت دلالات على احتمال حدوث نوبة قلبية في اي وقت.
العلاج والوقاية
علاوة على العلاج الدوائي وترك التدخين.. ننصح المريض بتغيير نمط حياته وذلك بتنظيم الغذاء وفق برنامج محدد.. والخلود الى الراحة مع التقليل من اعباء العمل والتحرر من الضغوط النفسية والتمتع باجازات بين فترة واخرى اضافة الى الترفيه والاسترخاء ومحاولة الاستمتاع والتأمل في الطبيعة في اماكن هادئة خلال الاجازات الاسبوعية مع البعد ما امكن عن المنغصات ومحاولة الالتقاء بأناس يبعثون على الارتياح بين فترة واخرى.. ولا ننسى الجانب الايماني والمداومة على تلاوة القرآن الكريم والاذكار والدعاء.
صابر فيروز العابد
اختصاصي نفسي اكلينيكي